عنوان الفتوى : هل يعذب الميت لمنع الزكاة وهل يخفف عنه قضاؤها
هل يعذب الميت في قبره حتى يتم دفع الزكاة المتأخرة عليه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد دلت النصوص على أن أهل المعاصي من هذه الأمة يعذبون في قبورهم.. وانظر لذلك الفتوى رقم: 11762.
ومنع الزكاة من أكبر الذنوب وأعظم الموبقات وأولاها بعد ترك الصلاة بأن يعذب صاحبه في قبره، وقد بينا عقوبة منع الزكاة في الفتوى رقم: 14756..
وإيتاء الزكاة سبب من أسباب وقاية فتنة القبر وعذابه، ومنع الزكاة بالعكس من ذلك، فقد روى الطبراني وابن حبان وحسنه الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت إذا وضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخير من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل... الحديث.
وبهذا تعلم أن منع الزكاة من موجبات عذاب القبر... نسأل الله العافية، وقد ذهب الجمهور إلى أن الواجب قضاء الزكاة المتأخرة عن الميت من تركته قبل قسمتها، وإذا قضيت الزكاة عن الميت كان ذلك سبباً في التخفيف عنه بإذن الله، فعلى كل مسلم أن يبادر بالنظر فيما وجب على ميته من حقوق فيسارع بقضائها إن كان حريصاً عليه محباً له.
والله أعلم.