عنوان الفتوى : عذاب القبر لا يختص بالكفار

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السادة الأعزاء سؤالي هو هل عذاب القبر إلى يوم القيامة أم لفترة محددة على حسب ذنوبه من ثم يتعذب يوم القيامة؟ شاكرا لكم حسن تعاونكم

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن عذاب القبر من الأهوال الشديدة والمواقف العصيبة، وعلى المؤمن أن يستعيذ بالله من عذاب القبر، وليس عذاب القبر مختصاً بالكافرين، ولا موقوفاً على المنافقين، بل يشاركهم فيه طائفة من المؤمنين، وكل على حسب حاله من عمله، وما استوجبه من خطيئته وزلاته، فمنهم من يعذب بسبب عدم الاستتار من بوله، أو السعي بالنميمة بين الناس، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما الأخر فكان لا يستتر من بوله...".
ومنهم من يعذب بسبب الغلول، ورد في الصحيحين عن أبي هريرة، قال: أهدى رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً يقال له: مدعم، فبينما مدعم يحط رحلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أصابه سهم عائر فقتله، فقال الناس: هنيئاً له الجنة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كلا، والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه ناراً..".
وينبغي أن يعلم أن من استحق عذاب القبر من أهل الإيمان قد لا يعذب، فهو تحت المشيئة، وقد يندفع العذاب لموانع تدفع ذلك، ومن هذه الموانع التوبة المقبولة، أو الحسنات الماحية، أو المصائب المكفرة، أو شفاعة شفيع مطاع، أو أن يتجاوز الله عنه بفضله ورحمته ومغفرته.
والله أعلم.