عنوان الفتوى : ليس يعدل لقاء العدو شيء
ما صحة حديث ما أعمال البر كلها في الجهاد إلا كبصقة في بحرٍ، وما أعمال البر كلها والجهاد في طلب العلم إلى كبصقة في بحر، ومن هو الراوي ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نعثر على هذا الحديث إلا في بعض كتب الفقهاء وقد ذكروه من دون إسناد.
فقد ذكره ابن الحاج في المدخل والعدوي في حاشيته على شرح الرسالة، وقد ذكر بعض المتأخرين أنه حديث باطل لا يصح ذكره إلا للتنبيه على بطلانه.
ثم إن تعلم العلم الشرعي وتعليمه عده أهل العلم من أنواع الجهاد، وقد جمع كثير من الصحابة بين العلم والجهاد فجمعوا الخير كله.
كما ثبت في فضل الجهاد عدة أدلة، فمنها قوله تعالى: لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا { النساء:95}.
وفي صحيح البخاري أنه قيل يارسول الله أي الناس أفضل، فقال صلى الله عليه وسلم: مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله.
وفي الصحيحن أنه سئل أي الأعمال أفضل، قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله.
وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بخير الناس منزلا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: رجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله عز وجل حتى يموت أو يقتل . رواه مالك والنسائي وابن حبان وصححه الألباني.
وفي حديث الصحيحين: ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض في شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة.
وفي صحيح مسلم عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال.
وفي حديث الترمذي: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامة الجهاد.
وفي حديث الصحيحين: لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها.
ويدل لفضل الجهاد على الاشتغال بالعلم ما ذكر الذهبي في السيرة أن ابن المبارك أرسل إلى الفضيل بن عياض بأبياته المشهورة:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك بالعبادة تلعب...
وقد أقر الفضيل ذلك.
وذكرابن قدامة في المغني أن الإمام أحمد رحمه الله قال: ليس يعدل لقاء العدو شيء، ومباشرة القتال بنفسه أفضل الأعمال، والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم، فأي عمل أفضل منه. الناس آمنون وهم خائفون قد بذلوا مهج أنفسهم...
وراجع الفتاوى التالية أرقامها للاطلاع على المزيد وبيان بعض الأدلة الثابتة في فضل العلم: 112634 ، 54245 ، 8509 ، 38603 ، 93709 ، 18640 ، 21061 .
والله أعلم.