عنوان الفتوى : هل يجب على الأبناء تسديد دين أبيهم
والدي هداه الله عليه ديون بمبالغ هائلة، يرجع ذلك لأخذه من أموال الناس بغير وجه حق وشراء سيارات واقتراض أموال من البنوك دون سداد ما عليه. هذا الداء به منذ شبابه وقد عانيت أنا ووالدتي وأشقائي منه زمنا طويلا لعدم توفر المادة لتغطية احتياجاتنا ولكن بحمد الله تفوقنا جميعنا في الدراسة فتكفلت الدولة بمصاريف دراستنا الجامعية إلى جانب تكاليف معيشتنا حتى تخرجنا ووفقنا الله واشتغلنا وأصبح لنا ولله الحمد دخل شهري. نحن الآن نصرف على والدتي وأشقائي الصغار لأن والدي توقف منذ سنين من تلبية حاجاتهم و اكتفى بصرف راتبه على نفسه فقط. سؤالي هو: هل علي أنا وأشقائي واجب لتسديد ديون والدنا في حياته أو مماته؟ مع العلم أنه مستمر في خطيئته وذلك لرفاهيته وحده.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما يفعله أبوكم من أخذ الدين لغير حاجة معتبرة شرعا لا يجوز، وإذا انضم إلى ذلك عدم تسديده لدينه والإصرار على ذلك كان ذلك أشد في الإثم، فالواجب على أبيكم أن يتوب إلى الله من ذلك، وأن يسدد للناس ديونهم إذا كان موسرا، وإن كان معسرا وجب عليه العزم على تسديدها إذا أيسر، ويجب عليكم أنتم نهيه عن ذلك برفق لعله يتوب.
وأما بخصوص ما سألت عنه فإنه لا يجب عليكم كما في الفتوى رقم: 81076. تسديد دين والدكم حيا كان أو ميتا، خاصة ما استدانه في سرف؛ لأن ذلك إعانة على الإثم بتشجيعه على التمادي في معصيته، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}،
لكن ننصحكم أن تقضوا عنه دينه إذا توفي لتخليصه من ورطة الدين في قبره، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ. رواه الترمذي وحسنه، وصححه السيوطي والألباني .
وللأهمية راجع الفتوى: 72489، 95845، 107511.
والله أعلم.