عنوان الفتوى : حكم الدعاء لشخص زار المنجمين
ما حكم الدعاء والصيام لشخص لا تقبل صلاته لأربعين يوما بسبب زيارته للمنجمين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان حرمة التنجيم والعرافة والسحر والكهانة- وأنه لا يجوز إتيان من يتعاطاها- بالتفصيل في عدة فتاوى بإمكانك أن تطلعي على بعضها تحت الأرقام التالية : 36766، 55654‘ 14064‘ 21278 ،32989. وما أحيل عليه فيها .
ولذلك؛ فالواجب على المسلم أن ينصح من رآه أو علم أنه يتعاطى هذه الأمور أو يقع في شَرك أهلها ويبين له حكم الشرع فيهم وأنهم لا ينفعون ولا يضرون إلا بإذن الله ، ومن وقع في شيء من ذلك وتاب منه إلى الله تعالى وتقرب إليه بالدعاء والصلاة والصيام.. فإن الله تعالى يغفر له ويقبل توبته؛ كما قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طـه: 82}.
فعدم قبول صلاته في الفترة المذكورة لا تعني منع الدعاء له، أو عدم إجابة دعاء الآخرين له ؛ فلم يرد نص بالنهي عن الدعاء لأحد من المسلمين مهما كانت معصيته.
أما الذي لا يجوز الدعاء له فهوالكافر إذا مات على كفره؛ كما قال تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {التوبة:113}.
وكل ما ذكرناه هو على اعتبار أن الشخص يدعو له غيره بتقبل صلاته أو يهدي له غيره ثواب الصيام، وأما إذا كان المقصود السؤال عن شخص لا تقبل صلاته بسبب زيارته للمنجمين، والسائل يريد أن يعرف ما إذا كان دعاؤه وصيامه وسائر عباداته الأخرى مقبولة أم لا؟، فالجواب أن قبول العبادة أمر غيبي ولا يمكن التحقق منه في هذه الحياة الدنيا، وإنما الواجب على المرء أن يؤدي الفرئض كما شرعها الله ويخلص فيها لله، ولا فرق في هذا الأمر بين من زار المنجمين ومن لم يزرهم.
والله أعلم .