عنوان الفتوى : أساسيات العلاقة بين العبد والمعبود
ما هي العلاقة بين العبد و المعبود في آيات 71 إلى 74 في سورة الشعراء ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الآيات جاءت في سياق حديث القرآن عن وجه من جوه قصة إبراهيم عليه السلام التي جاءت في القرآن الكريم بأساليب متعددة.
فقد بدأ السياق بأمر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يتلو على مشركي قريش قصة إبراهيم الذي يزعمون أنهم ورثته، وأنهم يتبعون ديانته.. وهو يستنكر ما كان يعبده أبوه وقومه من أصنام كهذه الأصنام التي يعبدها المشركون في مكة؛ وهو يخالف أباه وقومه في شركهم، وينكر عليهم ما هم عليه من ضلال، ويسألهم في عجب واستنكار: ما تعبدون؟
ثم يمضي السياق بأسلوب الاستفهام الإنكاري: هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون..
وفي هذا تنبيه لعقولهم الغافلة وأذهانهم المتبلدة إلى أن من أساسيات العلاقة بين العبد والمعبود هي سماع المعبود دعاء عبده والقدرة التامة على نفعه وضره.. وهذا ما لا يمكن أن يتأتى لهذه الأصنام الهامدة والجمادات المنحوتة
ولهذا قال بعد ذلك: ... الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ {الشعراء:78} .
فعلاقة العبد بمعبوده- إذن- يجب أن تكون على هذا الأساس؛ فلا يعبد إلا من أوجد من العدم وهدى من الضلالة.. أما الذي لا يخلق ولا يهدي ولا يطعم ولا يسقي ولا يمرض ولا يشفي ولا يميت ولا يحي.. فهذا لا يستحق العبادة.
والله أعلم.