عنوان الفتوى : عرق المؤمن وتبسمه وبياض وجهه عند موته
أرجو إفادتي في هذا الموضوع أنا والدي توفاه الله منذ شهر وأريد أن أقص عليكم كيف توفي أريد أن أعرف ما معني كل شيء حدث معه... كان في المستشفي لمدة يومين ولم يجزع من الألم مع رغم أن حالته كانت سيئة كان عنده ذبحة قلبية ولم يظهر الألم أبداً وكان هادئا جداً جداً، قبل وفاته بساعات كان يعرق عرقا شديدا، لقد توفي وهو يجرى له عمليه قلب جراحية، عندما توفي كان مبتسما ووجهه أبيض وعندما غسل كان وجهه منيراً والجنازة كانت سريعة وصلى عليه ناس كثيرون.. فهل هدوؤه وابتسامته وبياض وجهه تدل على أنه ملك الموت قال له في أذنه إن الله راض عنه أم ليس بشرط وسمعت أن من يتوفي أثناء عمليه جراحية يكون شهيدا، فهل عرق الجبين معنى أنه مغفور له بإذن الله وما معنى سرعة الجنازة فأرجوكم أرجوكم تفسير كل شيء حدث و كل العلامات هذه بالتفصيل ما معناها أنا آسفه لإطالتي عليكم لكن أرجوكم إفادتي أريد أن أطمئن؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لميتكم الرحمة ولكم الصبر والأجر، وما ذكرته في كلامك من صبر الوالد فهو علامة خير، وبشرى حسنة فالصبر الجميل الذي لا شكوى معه علامة من علامات محبة الله لعبده، كما قال سبحانه: وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ {آل عمران:146}، وصاحبه ممن أثنى الله عليهم وبشره برحمته وأنه من المهتدين، قال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة:155-156-157}، ثم إن الشارع الحكيم قد جعل علامات يستدل بها على حسن الخاتمة ، فأيما امرئ مات بإحداها كانت بشارة له، ومنها الموت بعرق الجبين، ففي الحديث عن بريدة بن الحصيب: أنه كان بخراسان فعاد أخا له وهو مريض فوجده بالموت وإذا هو يعرق جبينه فقال الله أكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: موت المؤمن بعرق الجبين. رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي وحسنه، وصححه الألباني فكون والدك كان يعرق بشدة مما يستبشر له به.
ولا نعلم نصاً صحيحاً صريحاً بأن التبسم عند الموت يدل على أن ملك الموت قال للميت في أذنه إن الله راض عنه، ولكن ورد في عدة أحاديث ما يفهم منها أن إشراق الوجه واستنارته عند الموت يدل على حسن الخاتمة، وقد فصلنا الكلام على ذلك عند الكلام على علامات حسن الخاتمة في الفتوى رقم: 29018 فلتراجعيها.
وقد ورد ذكر من يعدون من الشهداء في مجموعة أحاديث ذكرناها في الفتوى رقم: 34588 فلتراجع، وليس فيها أن من مات بعملية جراحية يعد من الشهداء، لكن يرجى أن يكون منهم إذا كان في ميتته شدة ، ثم إن السنة الإسراع بالجنازة، ففي صحيحي البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم. ولكننا لا نعلم من الشرع ما يدل على أن تيسر الإسراع بدفن الميت من علامات حسن خاتمته أو عكسه، وكلما كثر عدد المصلين على الميت كان خيراً له، ففي صحيح مسلم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه. ثم ينبغي أن تعلمي أن ظهور شيء من علامات حسن الخاتمة لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزمه منه بأنه غير صالح فهذا كله من الغيب.. ونسأل الله حسن الخاتمة.
والله أعلم.