عنوان الفتوى : تحمل إساءة الزوج وطلب الطلاق لكونه عقيما
أنا متزوجة منذ ست سنوات وتم الزواج عن طريق أمي التي شاورتني في الزواج من ابن خالي الذي يعيش في السعودية ولا يوجد بيني وبينه أي تواصل إلا بالتلفون يمكن في السنة مرة، لما أمي تتكلم معه تعطيني أنا وأخواتي نسلم عليه بعدها جاء ابن خالي إلى دبي لدينا بيت في دبي. واستقبلناه وعرضت أمي علي فكرة الزواج وعليه أيضا لكن قالت أنا لا أجبركم وكلانا فكر في الموضوع ووافقنا أن نتزوج، ولكن زوجي لا يحمل جنسية البلد الذي كنت متواجدة فيه ولا يمكن أن يتزوجني إلا بتصريح من الدولة، فكافحت كثيرا للحصول على التصريح ودفعت الأموال إلى آخره كل ذلك في سبيل أن نكون معا ولا نعيش بعيدين عن بعض، بعدها تزوجنا وتم الاستقرار في البلد الذي تواجدت فيه، في البداية لم يكن لديه عمل وبعدها حصل على وظيفة على فكرة زوجي يصلي الصلوات الخمس في المسجد، وكان يؤذن في المسجد في زياراته الأولى بدبي كان يعمل في دكان للمواد الغذائية وآخر الشهر يعطيني كل الراتب أدفع للأكل والكهرباء والماء ويبقي مبلغا قليلا لنفسه، كان يعمل مع امرأة وكانت الاتصالات كثيرة إذا أتى إلى البيت هي تتصل ولما أسأله يقول هذا عمل، بدأت أشك وفي يوم من الأيام بعد صلاة الفجر فتحت تلفونه الجوال فوجدت صورة المرأة الذي يعمل معها في الشاشة، لم أستحمل أول ما رجع قلت له إني رأيت الصورة، ثم قال لي كنا نجرب التلفون ونسيت أن أمسح صورتها وغضب لماذا فتحت التلفون ومن يومها فقدت الثقة في زوجي وأحس بذلك فصرنا دائما في شجار، كما جاءت امرأة أخرى في المحل الذي يعمل به وكانت تعمل كموظفة لكنها امرأة صايعة وكنت مستمرة في عدم الثقة، كذلك هي كانت تتصل ولما سألته قال لي عمل وصار يخبئ جواله وأحيانا أخرى ترسل هي رسالة فيها نكتة، وفي بعض الأحيان كنت أذهب إلى المحل بقصد التجسس، أحسست أن هذه المرأة تحاول اجتذاب زوجي، وفي إحدى المرات ذهبت إلى المحل وصرت أقول عبارات الإعجاب لزوجي بصوت عال لكي تسمع وتضايق زوجي وفي البيت أخذ يدافع عنها ولما كنت أقول إنها صايعة كان يثور لدرجة قال لي لو جئت المحل سأطلقك بالثلاثة بعدها كنت أقوم الليل وأستخير الله كذلك أقول لو كنت أنا سيئة الظن فليسامحني الله وفي ليلة حلمت أنني في شجار مع المرأة التي تعمل مع زوجي وفي المساء أخبرت زوجي بالحلم فقال لي إنه تشاجر مع المرأة وتم طردها من المحل وقال عنها إنها معروفة لدى الرجال بأنها رخيصة وتذهب إلى المراقص وغيرها أحسست أني لم أكن مخطئة في تفكيري السابق وبعد فترة تم إقفال المحل وصار زوجي بدون وظيفة وكذلك بالنسبة لي دعوت الله كثيرا أن يبعد عني الشكوك وفعلا صرت لا أتجسس على جواله ولكنه دائما يخاف أني أنظر إلى جواله وأحيانا يأخذه إلى الحمام لكن المحبة بيننا قلت كثيرا مع أنني أحاول قيام الليل والاستخارة بقدر ما أستطيع لكن فترة نتفاهم وبعدها نتشاجر وإذا أخبرته بشيء بسيط يكبر الموضوع ويخرج أحيانا من المساء إلى الليل بأسباب تافهة وينتج عنها كلام سيئ كنت أذهب لأعطي محاضرات في المساجد فيقول لي أنت منافقة، وهناك نقطة مهمة نسيت أن أذكرها وهي أنه لمدة ثلاث سنوات أطلب منه أن يفحص لأننا لم نرزق بأطفال ويرفض ذلك حتى يقول لي أحيانا شوفي لك زوجا ثانيا استحملت أخبرت أختي فقط وبعدها واظبت على البقرة وأخبرت صديقا له لكنه في سن والدي وأخبره بشكل غير مباشر وبعدها وافق وفحص وطلع عنده المشكلة وتابعنا العلاج ولكن كأنني أسحبه إذا لم أذكره ليس مهما لديه وكذلك لا يجتهد في الحصول على وظيفة بالرغم أن البلد الذي نعيش فيه يوظف المواطنين أكثر وهو لا يوجد لديه أي شهادة لكنه لا يسعى كثيرا أصبحت أكرهه لما يراني أبكي لأي سبب لا يسألني حتى لو بكيت دما أصبح بدون مشاعر نعيش مثل الجماد مع أنني أحاول التغيير الفرفشة -لا يريد السفر ولا الخروج إلى العشاء ولا العمرة أحيانا أريد الذهاب إلى دبي وأحتاج محرما ويقول:( روحي وحدك ولا يهتم إذا أتينا بعيال أم لا. أنا بلغت الثامنة والثلاثين من عمري وكلما تأخرت في الإنجاب العواقب ليست جيدة - أنا أفكر في الطلاق لأن المشاعر عندي مهمة من أشياء كثيرة وهو يحطمني من الداخل - أريد الطلاق بسلام - عند مناقشة أي شيء يأتي بالمواضيع القديمة يعني لا نخلص دائما أخبره لننظر للمستقبل تعبت من التفاهات، عندما يؤذيني أنتقم منه بحركة أخرى يغضب كثيرا وينسى أنها ردة فعل - أنا ميسورة الحال ونسكن في بيتي وأمتلك سيارتي أحيانا لما يضايقني أخبئ المفتاح فيغضب مني أسبوعا - لأنني طبخت العيش بزيادة وعادة ما أرمي ما يمكن أن نأكله اليوم الثاني، تشاجر معي وصار لا يأكل الغدا شهرا - مرة أطفأت المكيف أخذ يقول لأني أدفع الكهرباء لا أريده أن يهنأ بالمكيف، صرت أنا الرجل أستحمل وهو المرأة على أتفه الأسباب يتشاجر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك التجسس على زوجك ولا تتبع عوراته, لأن هذا الفعل محرم, قال تعالى: وَلا تَجَسَّسُوا {الحجرات: 12}.
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه البخاري ومسلم: ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخوانا.
وعن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله. رواه الترمذي وقال الألباني: حسن صحيح .
وعن معاوية - رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم. رواه أبو داود وصححه الألباني.
فعليك أن تبادري بالتوبة إلى الله – جل وعلا – من هذا الذنب وأن تعزمي على عدم العود إليه مرة أخرى. ونحن نوصيك بزوجك خيرا ونذكرك بحقوقه عليك, فإن له من الحقوق ما ليس لغيره, وقد أمرك الله سبحانه بطاعته في غير معصية، أخرج الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. قال الألباني: حديث حسن صحيح.
ولا شك أن زوجك قد أساء في أكثر من موقف, فقد أساء عندما وسع علاقاته مع نساء أجنبيات, وأساء عندما رد نصيحتك ولم يقبلها, وأساء حينما اتهمك بالنفاق فهذا غير جائز. لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سباب المسلم فسوق.
ولكن كان عليك أن تغفري له إساءاته في حقك ولا تعاقبيه بحرمانه من السيارة ونحو ذلك, نعم طالما أن السيارة ملك لك فأنت صاحبة الحق فيها إن شئت بذلتيها أو منعتيها, ولكن المعاشرة بالمعروف تقتضي ألا تفعلي ذلك.
وأما بالنسبة لأمر العقم وعدم الإنجاب منه, فإنه مسوغ لطلب الطلاق منه؛ لأن نعمة الولد من النعم الكبرى، وفقدانها أذى يجيز لك طلب الطلاق، وما ورد من أحاديث فيها النهي عن طلب المرأة طلاقها من زوجها محمولة على ما لم تكن تتأذى من البقاء في عصمة الزوج أو تتضرر، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الترمذي وأبو داود, وصححه الألباني.
فدل ذلك بالمفهوم المخالف أنها لو سألت الطلاق لأذى أصابها أو لضر وقع بها فلا تدخل تحت الوعيد المذكور.
وإن ما ننصحك به هو أن تتمهلي وتنصحي زوجك باللين فيما تريدين, فإن رجع عما هو فيه وأصلح وكف عن إيذائك, فإنا ننصحك بالبقاء معه وكثر ة الذكر والدعاء واللجوء إلى الله أن يرزقكما الولد الصالح, وأما إن استمر على ما هو عليه فيحق لك حينئذ طلب الطلاق .
و للفائدة تراجع الفتويين : 28106, 42753.
والله أعلم.