عنوان الفتوى : إسداء النصح لمن وقع في فاحشة الزنا أو اللواط
لديّ أخ أثناء تحدّثي معه ليلة الجمعة2/شعبان/1422 كشف لي من خلال سرده لهمومه عن شيء صدمني صدمة شديدة ويتمثّل فعله هذا في ارتكابه لفاحشة كبيرة منذ سنين ولا يزال يرتكب هذه الفاحشة إلى يومنا هذا، وإنّي لأظنّه يمارس اللّواط أو الزّنا أو إحدى الكبائر الأخرى ، نعوذ باللّه منها رغم أنّ أغلب صفات الإنسان المسلم تتوفّر فيه فأرشدوني يرحمكم اللّه وجزاكم اللّه خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أخي الكريم أن تسارع في إخراج أخيك من هذه الهوة السحيقة، وإنقاذه مما وقع فيه من ورطة، وتذكيره بالله العظيم، وسريع انتقامه، وشديد بطشه، وتبين له حجم المعصية التي وقع فيها، وما يتوقع أن يترتب على استمراره في ممارسته من آثار مدمرة -من (سيدا) وغيره من الأمراض الفتاكة- والحرمان من التوفيق في شتى شؤون الحياة، وفي الأخرى من التعرض لمقت الله وعذابه.
وعليك أن تراعي في خطابك له الرفق، والرحمة، فهذا خلق الأنبياء في دعوتهم لأقوامهم، فقد جاء على لسان جماعة من الأنبياء (إني أخاف عليكم) ثم اتخذ أكثر من وسيلة وأسلوب، ومن ذلك:
1- دلالته على الرفقة الصالحة، ففي صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كمثل صاحب المسك وكير الحداد، ولا يعدمك من صاحب المسك إما أن تشتريه، أو تجد ريحه، وكير الحداد: إما يحرق بيتك، أو ثوبك، أو تجد منه ريحاً خبيثةً".
2- تسليط بعض الصالحين عليه ممن لهم مكانة في نفس أخيك ليحيطوا به وينصحوه.
3-إهداؤه بعض الأشرطة التي فيها المواعظ المؤثرة، والكتب التي فيها التذكير والتخويف بالله.
4-الدعاء له بظهر الغيب أن يهديه الله ويوفقه إلى الخير والهدى، ويجنبه طُرق الغواية والردى.
والله أعلم.