عنوان الفتوى : مدى مسؤولية الأب عن تصرفات أولاده المنكرة
سيدي ترددت كثيرا قبل أن أستشيركم لكي لا أخرج من طابور الصابرين. أنا متزوجة منذ ما يزيد عن 13 سنة أحمد الله أن رزقني بالزوج الصالح ولزوجي ابنان، عندما التحقت بزوجي إلى إيطاليا منذ 10 سنوات قررت أنا وزوجي أن أستقدمهم لبيتنا كان عمر الأول 14 عاما والثاني 8 سنوات ونصف.. سيدي ما قمت به خالص لوجه الله ويشهد الله أني ما عنفتهم إلا على الدراسة والنظافة مع التربية على الصلاة.... اليوم الأكبر خرج من المنزل بعد أن استنفذ معه زوجي كل الطرق ليعود عما هو فيه من ضلالة من تعاطي المحرمات و...سجن 3مرات الثاني كلما وجد مصدرا للرزق خرج من المنزل لشهور وعندما يفلس يعود على أنهم ما أعانوا أباهم قط بل بالعكس هم يأخذون منه سيدي سابقا ما كنت أتدخل لكن اليوم أصبح أبنائي يلاحظون ويتأثرون وهم في سن 12 و7 عاما وحوالي سنتين، سيدي درءا لمصالح أبنائي التربوية ولأنه كلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته اتخذت بعض الإجراءات في منزلي كتشفير الكمبيوتر والتلفاز ومنع التفرج على الأفلام.... ثم الابن 19 عاما جعلت له وقتا محددا لدخول المنزل الساعة 9 مساء وكذلك أشرت على زوجي بأن لا يعطيهم النقود لأنهم يستعملونها في المنكرات ونحن لا نريد أن نأثم بذلك أمام الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يهدي هؤلاء الأولاد وأن يردهم إلى صوابهم، وقد أحسنت بما قمت به من تشفير الكمبيوتر والتلفاز ومنع هؤلاء الأولاد من التفرج على الأفلام، ولا يجوز لأبيهم أن يعطيهم شيئا من المال إن كانوا يستعينون به على فعل المنكرات.
وينبغي لزوجك الحزم معهم مع شيء من اللين حسب ما تقتضيه الحاجة والمصلحة، ويجب عليه أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فإن قام بذلك كما يجب فهو غير مؤاخذ بعد ذلك على أعمالهم، ولكن لا يجوز له أن يسمح لهم بفعل شيء من المنكر في بيته خاصة، وأن ذلك قد يؤثر على أخلاق هؤلاء الصغار.
ولا يلزمك شرعا الموافقة على سكن هذين الولدين في بيتك، وننبه إلى أن الغالب أن يكون للإقامة في بلاد الكفر أثر على دين الأولاد وأخلاقهم، فننصح بالعودة بهم إلى بلاد المسلمين والإقامة فيها فهذا من خير ما يعين في إصلاحهم وتربيتهم على الخير، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.