عنوان الفتوى : مخاطر الزواج بدون إذن الولي

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

أنا فتاة عربية كنت أنا وأهلي نعيش في بلاد غير بلادنا وهي بلاد مذهبها مذهب أبي حنيفة، وبعد فترة رجع أهلي إلى بلادنا وأنا اضطررت أن أجلس لوحدي لتكملة دراستي الجامعية الباقية لها فترة قليلة وتنتهي، علما بأني حاولت أن أنتقل إلى بلادي وأكمل ما استطعت لعدم موافقة الجامعة في بلادنا على الإعادة من جديد فوافق أهلي أن أجلس لوحدي وأكمل دراستي بسبب أمن الجامعة والسكن والبلاد حيث إن جامعتي والسكن لا يوجد فيه اختلاط كله بنات وأيضا الجامعة تتكلف بكل شيء يعني أن الجامعة هناك أأمن من جامعتي في بلادي الآن الجامعات أغلبيتها مختلطة، المهم عشت هناك لوحدي مرتاحة ولا يوجد لي مشاكل في شيء وبعد حوالي سنة من قعودي لوحدي أخبرتني صديقتي أن صديق خطيبها من نفس بلادي يريد أن يتزوجني علما بأني فتاة معروفة عند الجميع بحسن أدبي واستقامتي ولقد حاول أكثر من واحد يكلمني (أولاد) وأنا كنت أرفض بشدة ولا أتكلم بدون سبب وأنا أيضا لست وحدي هناك ابن عمي في نفس البلاد أيضا أنا قلت لها اجعليه يتصل إلى تليفونك أريد أن أسأله بجدية عن أشياء ضرورية فاتصل وسألته عن أهله ومن هو وعن أشياء مهمة، المهم وقلت له أهلي أهم شيء فماذا يقولون أنا موافقة ودعني الآن أصلي استخارة فجلست أصلي لمدة حوالي خمسة أيام وأنا قلت في نفسي يمكن هذه نعمة من ربي لا يجب علي أن أقول لا لا، علما بأني لا أعرفه قبل وما كنت أحس بفتنة وكنت مشغولة بدراستي فقط قلت إنه يجب أن أتزوج بالأخير ويمكن أن يكون زوجا صالحا، المهم هو اتصل على أهلي وأخبرهم أنه يريد الزواج مني وقال له أبي إن شاء الله نراك في الصيف المهم وهو استمر بالتحدث معي بالهاتف بغرض أن نعرف الأساسيات عن بعض لفترة بسيطة بحدود وبعدها قال لي إنه لا يجوز أنا وهو أن نتكلم مع بعض بالهاتف إلا بعقد شرعي لأنه يحرم الكلام مع بعض بدون عقد شرعي، وقال لي أن نعقد عقدا لنتكلم بحرية بدون خوف الحرام حيث نعقد وفي الصيف نذهب إلي بلادنا ونعقد من جديد بعلم أهلي ونتزوج وبهذه الفرصة نكون تعرفنا علي بعض أكثر فأنا فكرت وصليت استخارة وطلبت منه أن يستفتي واستفتي شيخا وأجاز له ذلك وبعدها قلت إن أهم شيء ألا أغضب ربي وأكون مرتاحة أني لا أعمل شيئا حراما، فوافقته أن نعقد عقدا عند مأذون شرعي بأربعة شهود، علي مذهب أبي حنيفة ووكلت صديقه يكون وليا لي وأن هذا العقد معترف به من قبل الحكومة وموقع عليه، المهم كان هذا قبل 3 شهور من سفري إلي بلادي وهو كان في هذه الأيام يشتغل ولكنه كان ناويا أن يترك هذا العمل وهذه البلاد ويذهب بلد آخر حتي قبل أن يراني وبعدها أنا سافرت إلي بلادي وهو ذهب إلي بلاد أخرى لغرض أن يجد شغلا آخر، فأنا لم أخبر أهلي أني عقدت وهو بينما أنا هناك اتصل إلى أبي تليفون أخبره أنه يريد زواجي فأبي اعترض، وما وافق في البداية بسبب أنه من منطقة مختلفة عنا وبعدها أنه إلى الآن بلا شغل وأنا أخبرته لا توجد مشكلة سوف أصبر معك إلى أن تحصل عملا وبعدها تكلم أبي مرة أخرى، وإلي الآن مرة أكثر من سنتين وأنا على هذا الحال لا أحد يعلم أني متزوجة وهو أيضا لم يجد شغلا ويشتغل ويترك وهو إلى الآن لم يكلم أبي مرة أخري يريد أن يتزوجني فقط مرتيين يسأل عنه فقط، أنا والله تعبت من كل شيء وخاصة منه هو فهو يعاملني بقسوة ومهما حصل أنا الغلطانه، فآخر مرة تكلم معي برسمية وأنا استغربت وما عرفت لماذا وفي الأخير وبعد أن يذهب بخمس دقائق بالنت قال لي إنه يجب علينا أن نتعامل برسمية أكثر لأنه يمكن ألا نكون أزواجا وعقدنا باطل وأنا غضبت لأنه ما أخبرني بهذا وأنه قد استفتي قبل أسبوع ومنتظر ردهم وما قال لي وكان لن يقول لي ويعاملني برسمية بدون أن أعرف السبب فأنا تعبت مرة يقول لي زوجتي ومرة زوجة بوقف التنفيذ، علما عندما كنت هناك معه أصبحت امرأة ولا أحد يعلم بهذا غيره وبعد هذا الآن قال لي إنه يمكن أن يتركني لأنه ليس عنده شغل، بعد فترة إذا لم ألق عملا أو أتزوج آخر لمصلحتي، وأنا غضبت منه بعد صبري عليه أكثر من سنتيين على الحلو والمة وأنا الآن صرت لا أحس بأمان وفي كل وقت يقول حاجه، فالله الكريم والرازق وعالم بنيتي لأني والله تعبت، ونحن مختلفون كثيراً وهو قاس معي وأنا دائما أقول له يقول لي لا أنه ليس قاسيا وأني دائما الغلطانه أنا دائما كنت أحاول أناقشه وأحاوره وأفهمه ولكن بلا فائده نفس الأخطاء وأنا الآن تعبت حتي ما أريد أكلمه, وعلما بأنه هو في بلد آخر وأنا أيضا ببلد آخر فهل عقدي باطل أنا وهو وبماذا تنصحوني؟ وجزاكم الله خيراً.. وأرجو أن تردوا علي بأسرع وقت.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج همك وأن يزيل عنك الكرب، واعلمي أن الراجح من أقوال أهل العلم أن النكاح بغير ولي لا يصح، ومذهب أبي حنيفة في هذه المسألة مرجوح، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 98057.

وعلى هذا فإن هذا النكاح يعتبر باطلاً إلا إذا كان قد حكم بصحته قاض شرعي فيكون نكاحاً صحيحاً، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 63335.

وعلى فرض أن هذا النكاح باطل فلا بد من أن تكون الفرقة فيه بفسخ أو طلاق، وعلى فرض صحته فإن أمكن الإصلاح وإتمام الزواج فبها ونعمت، وإن لم يمكن ذلك وكنت متضررة باستمرار الأمر على هذا الحال فلك الحق في طلب الطلاق، فإن استجاب لك وطلقك فالحمد لله، وإلا فارفعي الأمر إلى القاضي الشرعي أو من يقوم مقامه في البلاد غير الإسلامية ليرفع عنك الضرر، ولعلك تكونين قد أدركت ما وقعت فيه من خطأ بالسعي في أمر هذا الزواج دون إذن وليك، ويتبين بذلك أيضاً حكمة الشرع في اشتراط الولي في الزواج.

هذا وننبه إلى أن قولك (عندما كنت هناك معه أصبحت امرأة)، إن كنت تقصدين بذلك أنه دخل بك فإنك تستحقين عليه الصداق كاملاً.

والله أعلم.