عنوان الفتوى : الحكمة من عدم وضع الشارع حدا على عقوق الوالدين
بسم الله الرحمن الرحيم.سؤالي كالآتي:عقوق الوالدين كبيرة من أكبر الكبائر بنص الحديث، ولكن لماذا ليس له حد من الحدود كشرب الخمر والزنا والسرقة، أم أن هناك نقصا في العلم لديّ؟ وشكراً جزيلاً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يرتب الله تعالى على عقوق الوالدين حداً من الحدود، كما في شرب الخمر والزنا ونحوها من المعاصي، لأن الشارع كما يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه: بدائع الفوائد: ينظر إلى المحرم ومفسدته ثم ينظر إلى وازعه وداعيه فإذا عظمت مفسدته رتب عليها من العقوبة بحسب تلك المفسدة، ثم إن كان في الطباع التي ركبها الله تعالى في بني آدم وازعاً عنه اكتفى بذلك الوازع عن الحد فلم يرتب على شرب البول والدم والقيء والعذرة حداً لما في طباع الناس من الامتناع عن هذه الأشياء فلا تكثر مواقعتها... بخلاف شرب الخمر والزنا فإن الباعث عليها قوي فلولا ترتيب الحدود عليها عظمت مفاسدها وعظمت المصيبة بارتكابها.
ومعلوم أن عقوق الوالدين وإن عظمت مفسدته فليس في الطباع ما يقتضيه بل فيها ما يردع عنه ويزجره، ولذلك لم يشرع فيه الحد واكتفى بما في الطباع من وازع طبيعي عنه.
والله أعلم.