عنوان الفتوى : ما تفعله المرأة إذا تقدم لها من يخطبها
أولا :أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع. فقد أفادني مركز الفتوى إفادة بالغة وخاصة في الوقت الذي اضطربت فيه نفوس الناس وكثرت الفتاوى بين محلل ومحرم وتناسيت الناس أن الله قيض لهذا الدين علماء أجلاء منحهم الله العلم والحكمة حتى يرشدوا الضال والحائر على بصيرة ولا دخل للهوى في ذلك. ثانيا: أنا فتاة كان والدي_ عليه رحمة الله_ أزهريا وكان _أحسبه على خير _شيخا صالحا رباني منذ الصغر على طاعة الله واجتناب ما نهى الله عنه من غناء واختلاط ولكنه كان في نفس الوقت مرنا وصاحب فكر معتدل لم يمنعني من بر أقاربي بل هو أول من حثني على برهم وكان دائما يشجعني على التفوق في دراستي حتى أخدم الإسلام والمسلمين فأحببت أبي كثيرا وكذلك أحببت الإسلام والدين وتمنيت أن أتزوج شيخا مثل والدي ولكن تُوفي والدي وأنا في عامي الجامعي الثالث وبدأت أشعر أنني وحيدة في هذا العالم واكتشفت أمورا وشخصيات من البشر غريبة هي ملتزمة ولا تترك فرضا ولكنها منغلقة إلى حد كبير لا للتلفاز لأنه حرام على الرغم من أنه الآن أصبح مفيدا، لا للنت لنفس السبب، لا يسمح لزوجته بزيارة أهلها لأنهم غير ملتزمين. لا يسمح لها الالتحاق بالمعاهد الأزهرية لأن المدرسين شيوخ رجال، لا يسمح لها أن تأخذ درس قرآن لأن أخذ أجر على القرآن حرام على الرغم من أنه هو الذي سيدفع الأجر وليس الذي سيأخذه. وقس على ذلك كثيرا. أنا ولله لا أعيب فيهم وأنني أشعر أنهم أفضل منى عند الله ولكني حائرة أهذا هو الصواب؟ لكن هذا مختلف عن مفهوم الدين الذي رسخ بداخلي وأنا صغيرة. هل أترك زيارة أقاربي لأنهم غير ملتزمين، وأترك دراستي في المعهد الديني لأن الشيوخ هم المعلمون وأترك درس القرآن كيلا أدفع أجرا على تعلمه. وأترك الدخول على هذه المواقع الإلكترونية المفيدة لأنه حرام. أرجوكم دلوني على الصواب لأنني أشعر أني تائهة حول هذه الأمواج وخاصة بعد وفاة والدي الذي كان مصدري الوحيد للتعرف على هذا العالم الخارجي؟ سؤال أخير : إنني كلما يتقدم لى خطيب أخ ملتح ملتزم أصاب بالرعب الشديد من مجرد حتى التفكير بالموضوع ناهيك عن الموافقة عليه. لماذا كل هذا؟ ولكم منى جزيل الشكر والدعاء لكم بالتوفيق والسداد. أرجو أن يتسع صدركم لي ولقراءة سؤالي أقصد مقالي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به أولا أن تهوني على نفسك، فإن الخطب يسير بإذن الله تعالى. وإذا تقدم إليك من يريد الزواج منك فعليك بأمرين:
الأول: السؤال عن دينه وخلقه، فإن تبين أنه صاحب دين وخلق فعليك بالأمر الثاني وهو الاستخارة في أمر الزواج منه. ولن يقدر لك إلا الخير بإذن الله فما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.
وعلى فرض أنه وقع خلاف بين الزوج وزوجته في مثل هذه المسائل فيمكن الرجوع إلى أهل العلم وسؤالهم عنها.
وبخصوص التلفاز والنت فيجوز الانتفاع بما هو مفيد مما يعرض فيهما. ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8254، 1886، 43827.
ولا ينبغي للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أهلها لمجرد كونهم غير ملتزمين، ولكن إن خشي منهم إفسادها عليه جاز له منعها، وانظري الفتوى رقم: 81021.
وبالنسبة لأخذ الأجرة على تعليم القران فالراجح الجواز، وراجعي الفتوى رقم: 24295.
والله أعلم.