عنوان الفتوى : الإنترنت سلاح ذو حدين
ما أهمية علم الحاسب الآلي ومن ثم الانترنت في حياة المسلمين 2-هل بالإمكان نشر الثقافة الإسلامية من خلال الحاسوب أو الانترنت؟ 3-هل يمكن بيان الأفكار الإسلامية ومناقشة الأفكار الهدامة من خلال الانترنت؟4-هل الإنترنت بديل عن الكتب والمكتبات في أخذ المصادر؟ 5-وهل للانترنت دور في رد الهجمات التي تثار على المسلمين وعلى مقدساتهم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : 1- الحاسب أو ما يسمى "الكمبيوتر" هو آخر ما توصلت إليه الثورة التقنية في العصر الحديث ، وهو يعكس إمكانات الإنسان في التحكم فيما حوله من الكون في حدود ما منحه الله من علم وقدرة معبراً سبحانه وتعالى عن كل ذلك بـ "التذليل" و "التسخير" . وتكمن أهمية الحاسب/ الكمبيوتر/ في نواحي عدة يستخدم فيها ، فهوالآن الوسيلة الجديدة والتي لابد منها في قضايا الطباعة والتصميم والإعلان والدعاية والبحث ، والدراسات ، وانتهاءً بالإنترنت التي عمت العالم في العقود الثلاثة الأخيرة . وكما أن "الحاسب" لا حدود له مرئية حتى الآن ؛ حيث إن كل يوم يشهد ميلاد أو ابتكار أو اكتشاف الجديد ، فكذلك الإنترنت لا يعرف أحد نهايتها حتى الآن ، فهي تتنامى بسرعة ، وتتعاظم فوائدها إلى جانب تعاظم المخاطر الناجمة عنها . وأهم ما نود الإشارة إليه من الفوائد هو أن العالم غدا بفضلها وغيرها من وسائل الاتصال قرية صغيرة حيث اختزلت الزمن ، والمسافات ، ناهيك عن الثروة المعلوماتية الهائلة التي تتيحها الإنترنت في مختلف الفنون والمعارف وبشتى اللغات، وهي توفر كماً هائلاً من الكتب التي يمكن قراءتها أو الحصول عليها، فضلاً عن إمكانيات البحث بسهولة عن أي معلومة تود الحصول عليها وأهم ما نود الإشارة إليه من أخطار الإنترنت هو حجم الإباحية الموجودة عليها ، والوسائل التي تتيحها لتسهيل نقل المواد الإباحية عبرها أو تسهيل تسويق الدعارة، أو ما يسمى الرقيق الأبيض في العالم، فضلاً عن الدعاية للشذوذات الجنسية والأفكار المخالفة والفرق التائهة في بحار الوهم كعبدة الشيطان والشواذ وغير ذلك . 2- إن الإنترنت أحدثت ثورة غير معهودة في "النشر" والإعلام حتى وقفت الكثير من نظريات الإعلام والقوانين السياسية حائرة أمام هذه التقنية الجديدة التي اخترقت الحجب ، وتجاوزت كل التابوهات والمحظورات ، وهذا الأمر ، دعا بعض الأنظمة - في البداية - إلى تقييد استعمال الإنترنت . هذه الحرية الواسعة بل والمطلقة في النشر الإلكتروني لها جانبان : -الأول : حجم التحدي الذي ستفرضه الآراء المخالفة التي ستأخذ طريقها إلى النشر . -الثاني : المكسب الذي سيتحقق للمسلمين لتبليغ أفكارهم ومعتقداتهم ودعوتهم إلى العالمين ، تحقيقًا لمقاصد الدين الإسلامي وعالميته ، بأقل التكاليف . ولا تنس - أخي الكريم - أنك بسؤالك لنا عن الحاسب والإنترنت وبجوابنا إليك نسهم في نشر شيء من المعرفة الإنسانية وليس الإسلامية فقط . -3- نعم يمكن ذلك ، وما تقدم يزيد الأمر توضيحًا . 4- لا يمكنني القول : إن الإنترنت بديل عن الكتب ، فهي ليست بديلاً بالمعنى الحرفي ، ولكنها سبيل جديد ومتطور للحصول على أي كتاب يمكن أن يكون محملاً على الإنترنت ، والإنترنت وسيلة أيضًا لتسويق الكتاب حيث يمكنك شراء الكتاب الذي تريد في العالم بأسره عن طريق التسوق الإلكتروني . نعم هناك حديث عن مخاوف وتكهنات من مثل "نشر بلا ورق " و "الكتاب في الألفية الثالثة لا ناشر ولا ورق" وطغيان الكتاب الإلكتروني ، وغير ذلك ، لكنني لا أعتقد - حتى الآن - أن ثمة خطرًا على الكتاب على الأقل في عالمنا العربي الذي لم تنتشر فيه الإنترنت إلى ذلك الحد الذي يُخشى منه . هذا ويبقى الكتاب الورقي أَمْلَك لقارئه ، وأشدّ إيناسًا، حيث بإمكانك أن تقرأه في أي مكان من العالم وعلى أي حال ، وهذا قد لا يتاح في الكتاب الإلكتروني الذي يحتاج إلى شروط تقنية وموضوعية للحصول عليه . فنحن مطمئنون لفكرة أن للكتاب بريقًا لا يخفت . 5- في الآونة الأخيرة تداول الناس مصطلحات جديدة متعلقة بالإنترنت كان من بينها "الحرب الإلكترونية" تقوم في جوهرها على تخريب مواقع العدو الإلكترونية وبث شعارات معادية بدلاً عنها . ولا تنس أن السبب الرئيس في قيام الإنترنت هو أن وزارة الدفاع الأمريكية أرادت أن تسخدمها كسلاح في الحرب لتناقل المعلومات الحربية وبسرية تامة . والأمر الأهم من ذلك أن الإنترنت عصب الحياة المعاصرة ومن خلالها بإمكانك أن تؤثر في الرأي العام وترسل الرسائل التي تريد إلى من في العالم كله فضلاً عن الهيئات الدولية والمؤسسات العالمية . والله أعلم