عنوان الفتوى : من وسائل تربية من أصبح في سن المراهقة
في البداية, أطلب من الله تعالى أن يجزيكم خير الجزاء على هذا الموقع الذي تعلمنا معه الكثير... أنا أم لثلاثة أبناء ونعيش كلنا في فرنسا مشكلتي مع ابنتي الكبرى 13سنة أنا كنت أثق فيها ثقة كبيرة, كل الذي كان يزعجني هو أنها كانت تتهاون بعض الشيء مع الدراسةَ "نتائجها لا بأس بها, إلا أنها كان بإمكانها أن تحصل على نتائج أفضل وبشهادة معلميها"، لكن هذا العام "وهي في السنة الثانية إعدادي" ابنتي أصبحت غريبة عني, رغم أني كنت أعتقد أننا قريبتان من بعضنا البعض, فنتائجها المدرسية تدهورت كثيرا, واكتشفت أنها أخفت عني النتائج الرديئة بل وقامت بإمضائها مكاني "اكتشفت هذا بالصدفة" بدأت أفقد الثقة فيها وبدأت أبحث في أوراقها الخصوصية وفي غرفتها, وجدت أنها مغرمة بالممثلين والممثلات الغربيات وتتمنى لو كانت إحداهن!!! ولاحظت أيضا أنها تسرقني!! نقود قليلة لكنها سرقة مع أني أعطيها مصروفا شهريا!! وأيضا أصبحت تتمرد كل مرة للذهاب لتعلم اللغة العربية رغم أنها كانت الأولى في القسم في السنوات الماضية, تقول إن هذا شيء ممل وأصبحت لا تصلي إلا لأني آمرها أو أبوها بذلك رغم أنها بالغة, وقالت لي مرارا أنه ليس لها عشيق فقط لأنها تخاف مني!! عندما أكلمها عن الجنة والنار تخاف, لكن سرعان ما تعود إلى البنت التي تعيش في الأحلام وليس لها علاقة مع الواقع, أحس أنها تتمنى أن كانت غير مسلمة لتقوم بكل ما هو محظور هي التي كانت جد مفتخرة بدينها وكانت تقول لي إن أمنيتها هي ارتداء الحجاب والآن لا تفهم وتغضب لأني لا أريدها أن تلبس الملابس الخليعة!!! وزوجي لا يساعدني كثيراً في الأمر, فهو رغم لطفه الشديد تارة إلا أنه لا يتمالك أعصابه إن أخطأت خطأ ولو بسيطا وربما يضربها ضربا مبرحا, وفي الأمور التي في اعتقادي توجب التأنيب "لأني ضد الضرب" يقول لي اتركيها فهي لا زالت صغيرة!!! ماذا أفعل، فهل أخطأت في ثقتي بها أنا حائرة أخاف عليها منها وأريد منكم أيضا نصيحة لزوجي لتحسين معاملته معها؟ جزاكم الله عنا خير الجزاء وآسفة على الإطالة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فلا شك في صعوبة التعامل مع من هو في هذه السن، نتيجة لما من يشهده من تغيرات جسمية ونفسية، ولذلك اهتم الباحثون والمختصون في مجال التربية بهذه الفئة العمرية، واعتبروها أهم وأخطر مراحل العمر، فلذلك ننصح الأخت بالتواصل مع أهل الاختصاص في التربية ومشاكل الشباب، ويوجد لدينا في الشبكة قسم لاستشارات الشباب ومشاكلهم، كما ننصحها بتوخي الحكمة والمرونة في التعامل مع ابنتها، فلا تغلب جانب الشدة ولا تسرف في الليونة، فللشدة مواضع وللرفق واللين مواضع، وكل نافع في موضعه، ودليل ذلك أنها قالت بأنها لم تتخذ عشيقاً خوفاً من الأم، فالشدة في مثل هذا مطلوبة، وما كان من الأمور السهلة يمكن أن يتساهل معها فيها، وتنصح برفق، وعلى كل حال لا ينبغي أن يصل إلى الضرب، فالضرب لا يفيد في هذا السن بل هو مضر... وننصح الأم بالتقرب من ابنتها ومشاركتها همومها وكذلك الحال مع الأب وأن يشعراها بالحنان والأمان حتى لا تبحث عنه عند غيرهما، وإن أمكنكما الهجرة من تلك البلاد الموبوءة المضرة حقاً بدين المرء فافعلا، وفق الله أختنا وأعانها على تربية أبنائها تربية صالحة.
والله أعلم.