عنوان الفتوى : لا بأس بتزويجه إن كان صاحب دين وخلق بعد رغبة البنت
أنا والد لفتاة في الخامسة عشر من عمرها تستخدم ابنتي الانترنت وعن طريقها تعرفت على شاب ادعى أنه يحبها ومثل عليها الحب حتى وقعت في شباكه وظل يحوم حولها حتى حصل منها على رقم هاتفها وبقي يتحدث إليها لفترة طويلة دون علمنا بذلك وعندما اكتشفنا ذلك قمت بتوبيخها وضربها وأمرتها بالابتعاد عنه وعملت جاهدا على إبعاد أي وسيلة اتصال ممكنة مع ذلك الشاب حتى أني اتصلت مع الشاب وهددته لو أنه عاود الاتصال بها ولكن بعد فترة شعرت بطاعة ابنتي لي وتلبيتها لرغبتي وانصلاح حالها فأعدت لها هاتفها وعادت علاقتي معها كما كانت سابقا مع حرصي الشديد ومتابعتها كي لا تقع في نفس الخطأ ولكن بعد فترة اكتشفت بأن ابنتي مازالت على علاقة مع ذلك الشاب وأنه يهددها ببعض الصور التي قامت ابنتي بإرسالها إليه لظنها أنه يحبها وكان نتيجة ذلك التهديد أن ذهبت إلى منزله دون علمنا وأقامت معه علاقة جنسية سطحية لم تفقد عذريتها بها ولكن ذلك الشاب قام بتصويرها بشريط فيديو طمعا منه بأن يجبرها على القدوم إليه بأي وقت يرغب ليرضي رغباته وغرائزه من جسدها ولكن شعرت ابنتي بحجم الخطأ الذي ترتكبه ورفضت الذهاب إليه بعد أن ذهب إلى المعهد الذي تدرس به وحاول تهديدها بفضيحة وإعلامها بأنه قد قام بتصويرها وفي الوقت الذي كان يتحدث إليها ويهددها شاهد الموقف أحد الأساتذة وارتاب من الموقف فما كان منه إلا أن توجه إلى البنت وذلك الشاب وطلب من ذلك الشاب الخروج من المعهد وسأل ابنتي عن ما يجري ولكنها لم تستطع التحدث بأي كلمة لأنها كانت في حالة انهيار عصبي وعندما عادت إلى المنزل شعرت بما هي به فضغطت عليها حتى أخبرتني بكل شيء وكانت صدمتي كبيرة وأردت التصرف بحكمة فاتصلت بذلك الشاب وطلبت مقابلته وعندما تحدثت إليه وجدت أنه إنسان من عائلة محترمة وشخص مثقف لا يمكن أن يقوم بمثل هذا التصرف من إرادته فطلبت منه حذف الصور وشريط الفيديو ووافق بشكل مباشر بعد أن أخبرني بأن ما قام به كانت نتيجة لنصيحة أحد أصدقائه بعد أن أخبره بأنه يرغب بالزواج من تلك الفتاة فرسم صديقه الخطة وطلب إليه التنفيذ وهو قال إنه لم يقم بهذا العمل إلا من أجل أن يجعل ابنتنا تجبرنا على الموافقة به .. خوفا من أنه إذا تقدم لخطبتها أن نرفضه وذلك لأن ابنتنا في سن الخامسة عشر وما زالت صغيرة على الزواج وكانت طريقة تعارفهم غير سليمة عن طريق الانترنت والهاتف دون إعلامنا بالأمر. في النهاية قد حصلنا على ما نرغب به بأن الشاب قد أتلف كل ما يملك من صور وأشرطة فيديو لابنتنا والآن بعد مرور عشرين يوماً على انتهاء الأمر تقدم الشاب لخطبة ابنتي وبشكل رسمي وطلب مني تزويجه إياها وأنا الآن في حيرة من أمري إني لا أستطيع إجبار ابنتي على الزواج به لأنها الآن في حالة لا تستطيع تصور وجهه لا بل هي الآن تكره الرجال ولم يعد لها ثقة بأي إنسان وبنفس الوقت أحوال الشاب المادية لا تؤهله للزواج .. فما الأمر الذي أستطيع عمله الآن هل أرفض الشاب أو هل أقوم بإقناع ابنتي بالزواج به أوأنه هنالك أمر آخر أستطيع عمله ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الفتى قد تاب إلى الله عز جل واستقام فالأولى هو محاولة إقناعها به لعلها ترضى بالزواج منه ويزول عنها ما تجده، ومسألة المال لا ينبغي أن تكون عائقا. وأما إن كان غير مستقيم فلا ننصح بذلك، بل تطلب منه الابتعاد والكف عن ابنتك وملاحقتها، وتبحث لها عن صاحب خلق ودين تطمئن إليه نفسها ويعفها ويستر عليها، إذا أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها. ويمكن معالجتها لدى طبيب نفسي إن كان ما أصابها مستحكما، وينبغي البحث لها أيضا عن صحبة صالحة تعينها على الطاعة وتبعدها عن سبل المعصية والغواية.
وللمزيد انظر الفتاوى رقم:23941، 3145، 22206.
والله أعلم.