عنوان الفتوى : صداقة الفتاة للشباب... هل ممكن أن تكون بريئة؟!
توجد فتاة تعمل سكرتيرة لمدير مؤسسة وهي متحجبة وتقرأ القرآن الكريم وهذه الفتاة تقول بأنها تعامل المدير كأنه أخوها (مع العلم بأنه لا توجد أية صلة قرابة بينها وبين المدير) وهذه الفتاة كونت صداقات مع أشخاص منهم المتزوج ومنهم العازب وتتكلم معهم في كل أمورهم الخاصة والخاصة جداً خصوصاً مع المتزوجين وهي سعيدة جداً بهذه الصداقات (أي أنها أصبحت عشيقة لهؤلاء) .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التزام الفتاة المسلمة بالحجاب، وتلاوتها للقرآن الكريم من الأمور الطيبة التي يثيب الله عليها، لكن هذا لا يعني: أنها معصومة من الخطأ والزلل، مع أنه يفترض أن يحول ذلك بينها وبين الأمور السيئة ما أمكن، ومع ذلك فقد أخطأت هذه الفتاة في إقامة علاقات الصداقة بينها وبين زملائها في العمل، ومنهم المدير، ولا يفيدها قولها: (إنها تعامله كأنه أخوها).
فالجميع أجانب بالنسبة لها، فلا يجوز أن تتدخل في خصوصية أحد منهم، ولا أن تخلو به، ولا أن تخضع له بالقول، والواجب عليها التحفظ والالتزام بالستر... إلخ.
كما يجب نصحها وتوجيهها بالحكمة والموعظة الحسنة ممن يظن أنها ستستجيب له، وعليه أن يبين لها: أنه لا يجوز لها إقامة أي علاقة (تعارف أو صداقة) بأي صورة من الصور مع أحد من الزملاء، أو غيره، ما لم يكن زوجاً أو محرماً لها.
أما كيفية التعامل معها فتكون على قدر حاجة العمل فقط، مع تجنب الخلوة، والخروج عن الأسلوب المتبع في التعامل مع سائر النساء الأجنبيات.
وأما بخصوص الزواج بها، فإن تركت هذه الصداقات، وتابت وأنابت، وكانت ملتزمة بالصلاة وغيرها من الفرائض، فلا حرج في التقدم لخطبتها والزواج منها، مع التأكد من أنها لن تعود لأفعالها السابقة، وينبغي مع ذلك توجيه النصح، والإرشاد لها على الدوام، وذلك بإهدائها بعض الكتب والأشرطة، وتسليط الرفقة الصالحة من النساء عليها.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.