عنوان الفتوى : ترفض أمها الخطيب لفقره وتخاف أن تفوتها فرصة الزواج

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاماً ، أعيل أيتاما لأنني أختهم الكبرى ، أعمل في شركة والحمد لله أمورنا مستورة بفضله سبحانه ، تقدم لي للزواج عدة أشخاص وكنت أرفض من باب الحفاظ على إخوتي الصغار وأمي المريضة لأن المتقدمين جميعهم يريدون مني أن ألزم المنزل وترك العمل ، وهذا مالا طاقة لي به ، فكيف سوف يعيش إخوتي الصغار ، طبعا بفضل الله لكن المنزل إيجار و غلاء المعيشة يخيفني من لجوئهم للشارع ، تقدم لي شاب الحمد لله أخلاقه حميدة ومن أسرة جيدة ، يتقون الله ، لكنه فقير ، وليس لديه مانع من أن أعول أسرتي وأستمر في عملي , لكن والدتي رفضت كونه فقيرا ولا يستطيع إقامة حفل فاخر لتتباهى به أمام الناس ، وعدم قدرته على تقديم الذهب للتباهي ، مع العلم بأنني والله لا أرغب بغير الستر ، لأني يتيمة ووحيدة وضعيفة وأخاف الله من الفتن ، وفي نفس الوقت لا أريد أن أغضب والدتي حتى من باب أن أناقشها في الموضوع ، فهل لي بنصيحة ، وماذا يتوجب علي فعله ؟ مع العلم أنني أكبر في السن وأخشى أن أفقد قطار الزواج تحت ضغوط رعاية إخوتي ، وطلبات أمي الباهظة للمتقدمين لزواجي.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

خلاصة الفتوى:

الذي ينبغي وننصحك به هو محاولة  إقناع أمك بقبول خطيبك صاحب الخلق والدين وتوسيط من لهم وجاهة عندها من أهل الفضل والصلاح، فإن لم يجد ذلك شيئا وكان سبب رفضها هو ما ذكرت فحسب فلا حرج عليك في مخالفة أمرها لئلا يفوتك قطار الزواج، وصاحب الخلق والدين أولى من غيره

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بالقيام على أهلك ورعاية أمك وإخوانك ولك في ذلك الأجر والمثوبة عند الله عزوجل وهو لا يضيع أجر من أحسن عملا.

وأما ما ذكرت من رفض أمك لخطيبك لفقره فلا ينبغي لها ذلك لئلا تضيع عليك فرصة الزواج وصاحب الخلق والدين، وقد تركت غيره من أجلها وأجل إخوانك.

وإن كان سبب رفضها هو هذا فحسب فلا طاعة لها في ذلك لأن الطاعة في المعروف، ولا معروف في ترك صاحب الخلق والدين من أجل المباهاة والمفاخرة مع ما قد يحصل في رفضه من ضرر عليك لتقدم السن وندرة أصحاب الخلق والدين.

 ونصيحتنا لك هي محاولة إقناعها ببيان الحاجة إلى الزواج ، وأن هذا الزوج هو المناسب لخلقه ودينه وكونه يرضى بالعمل والمساعدة في القيام على الأهل،  وأنك قد رفضت غيره من أجلها وأجل إخوانك ، وإن كنت لا تستطيعين مفاتحتها في ذلك فيمكنك توسيط بعض من لهم وجاهة عندها من أهل الصلاح لإقناعها ورضاها فإن قبلت فبها ونعمت، وإن أصرت على الرفض فلك مخالفتها ونكاحه ، وإن شئت قدمت رغبتها ورضاها إن لم يكن في ذلك ضرر عليك وسيجعل الله من عسرك يسرا ومن همك فرجا ومخرجا فأكثري من دعائه والإقبال عليه وأبشري بما يسرك ويسعدك في دنياك وآخرتك وللمزيد انظري الفتوى رقم: 60838.

والله أعلم.