عنوان الفتوى : التوسل إلى الله بحبه لنبيه صلى الله عليه وسلم
أسأل الله أن يجعل هذا العمل الطيب فى ميزان حسناتكم وأشكر القائمين عليه، لي استشارة أرجو الإجابة عليها.. اعلم أنه لا يجوز لي أسأل الله بجاه النبى عليه الصلاة والسلام حيث إنني قرأت ذلك في موقعكم الكريم ولكني أسأل هل يجوز لي أن أسأل الله بحبه للرسول عليه الصلاة والسلام، وهل هناك فرق بين الجاه والحب؟ ولكم جزيل الشكر.
خلاصة الفتوى:
دعاء الله تعالى بحبه لنبيه صلى الله عليه وسلم لم يكن من الدعاء المأثور عن نبي هذه الأمة ولا عن أحد من سلفها -حسب علمنا- والسنة أن يسأل العبد ربه بأسمائه الحسنى.. أو بعمله الصالح ومنه محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه وطاعته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وبالأنبياء والصالحين.. وأنه محل خلاف بين أهل العلم، وذلك في الفتوى رقم: 3835.
وأما التوسل بحب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فهو من الأمور الأجنبية عن الشخص السائل، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى عن هذا النوع من الدعاء: من سأل بأمر أجنبي عنه ليس سبباً لنفعه، ولو قال الرجل لمطاع كبير أسألك بطاعة فلان لك وبحبك له على طاعتك وبجاهه عندك الذي أوجبته طاعته لك لكان قد سأله بأمر أجنبي لا تعلق له به فكذلك إحسان الله إلى هؤلاء (الأنبياء والصالحين..) المقربين ومحبته لهم وتعظيمه لأقدارهم مع عبادتهم له وطاعتهم إياه ليس في ذلك ما يوجب إجابة دعاء من يسأل بهم وإنما يوجب إجابة دعائه بسبب منه لطاعته لهم أو سبب منهم لشفاعتهم له، فإذا انتفى هذا وهذا فلا سبب، نعم لو سأل الله بإيمانه بمحمد ومحبته له وطاعته له واتباعه لكان قد سأله بسبب عظيم يقتضي إجابة الدعاء بل هذا أعظم الأسباب والوسائل.
فشيخ الإسلام هنا يرى أن دعاء الله تعالى بحبه لنبيه صلى الله عليه وسلم من الدعاء الذي لا ينفع لأنه لا علاقة للداعي به، وأما الجاه والمحبة فمعناهما متقارب ومتلازم فالجاه المكانة والمنزلة الرفيعة... وهي ناتجة عن المحبة ولازمة لها. وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 69688، والفتوى رقم: 97133.
والله أعلم.