عنوان الفتوى : التأني ومحاولة الإصلاح قبل طلب الطلاق

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

أرجو أن تفيدوني فى مشكلة مررت بها بكل وضوح وصراحة تزوجت من خلال شبكة الإنترنت وحقا كان إنسانا مناسبا فى ظروفه الاجتماعية لي، فأنا كنت مطلقة منذ عشرين عاما وعندي ابنة اهتممت بتربيتها وتعليمها لأنها كانت أهم من نفسي طفلة لا تتعدى سنة ونصفا ومتطلباتها كثيرة حتى تقف ثابتة على أرض ثابتة تتسلح بالعلم والدين والأخلاق الحميدة، الحمد لله وصلتها إلى بر الأمان وانتهت من دراستها والحمد لله انتهت من دراسة كلية الفنون الجميلة وبعد ما تم تخرجها ألحت علي فى أن أحاول الارتباط من جديد بحجة أن كل منا يجب يكون له حياته وكفاية على ما قدمته لها من استقرار وفعلا تعرفت على زوجي من خلال شبكة الإنترنت، وكان إنسانا معتدلا لكن بعد ذلك جاءت الرياح بما لا تشتهى الأنفس مع أنه غير متزوج وليس له أولاد لكن له أخوات أصعب من أي شيء آخر فالطمع كان فيه بشكل لا يقبله عقل أو إنسان، ولا أنكر أنني أحببته وخفت عليه أيضا ولو تذكر فإنني عرضت نفسي لخطر مجهول حتى لا أتركه وحده، والله أعلم ماذا كان يحدث لي لو تهجم على أحد من الطريق وأنا معه لا يقوى على حمايتي، المهم فهو يعمل بأمريكا لمدة ستة أشهر ويأتى هنا 6 أشهر، وتركني بعد الزواج بأربعة أشهر وتركني فى بيته، ولكن ذلك لم يرض أخواته واعتبروا أني أخذت بيت أبيهم منه بجلوسي فى بيت زوجي لأنه كان الوحيد الذي من حقه يجلس فى هذه الشقة (بيت العائلة)، ولأنه يملك أشياء أخرى، كان الطمع فيها واضح للأعمى والله، ومع ذلك أنا قلت لهم أنا لا أقبل التدخل بين الأخوات الذي يرضيه هو يعمله لقناعتي بأنني لم أتعب معه فى تكوين هذه الأشياء فليس من حقي سوى أن أحافظ على أملاكه أو أكون سببا فى استثمارها فقط دون أن ترجع علي بأدني فائدة، فأنا كنت أريد أن أربطه بالبلد حتى يعرف أن من الممكن أن يستفيد من أملاكه باستثمارها ويكون له عائد من أملاكه بدلاً من غربته وفعلا هو الذي طلب مني أن أستثمر أملاكه أثناء غيابه ومع ذلك كانت كل خطوة مني لازم يعرفها قبل ما أعملها حتى زيارتي لأهلى والله العظيم كنت أعرفه بها أثناء وجوده بأمريكا حتى يعلم أين أنا وماذا أعمل، أجرت له شقته وكان عائدها معقولا وجددت له في شقتي السكن وصرفت من مالي الخاص على الإضافات التي أحببت أن أعملها حتى أرضيه، مع أني لم أطلب منه عند زواجنا لا شبكة ولا مهرا وحتى المؤخر كتبت المسمى بيننا، معه كنت زاهدة كل شيء من ماديات وكنت لا أريد سوى الستر والحماية والأمن (الأمن من عند الله وحده)، المهم بعد كل هذا وعند وصوله مصر بعد ستة أشهر وجدته مختلفا تماما عن الأول وكل شيء أفعله له حتى أرضيه يسخر منه ويستهين به وبي ويعتبر من كل شيء أفعله عبارة عن زبالة وجاء فى أول رمضان، وبطبيعة الحال كنا صائمين لكن أنا طبعا كنت أذهب إلى عملي مبكراً وأرجع سريعا حتى أعمل له الإفطار، لكن هذا أيضا لم يرضيه مع أنه كان ينام حتى العصر، يعتبر أن النوم عبادة وهو صائم، فهو من الناس الذين يدخنون المكيفات ففى الوقت الذي يجب أن يذهب لصلاة التراويح يجلس يلف السجارة كنت أرى هذه الأشياء كنت أمل وأتضايق لأنني لم أر مثل هذه الأحداث في حياتي سابقا مع ذلك لم أقل له شيئاً كنت أجلس أقرأ في المصحف وعندما يأتي الوقت حتى أنام أنا أجده هو يصحو ويفتح التليفزيون بصوت عال جداً لدرجة أني لم أستطع النوم نهائيا، تعبت لم أجد راحتي فى بيتي مع كل سبل الراحة التي وفرتها له، أخذت شنطتي وملابسي وأثناء هذا قلت له أنا حاولت أعيش معك ولم أستطع فأنا سوف أريحك من الزبالة ومن عربية الزبالة ولو عاوز تخلص أنا ليس عندي مانع، هل معنى كلامي هذا أني فعلا أعتبر طلبت منه الطلاق أم كنت أخيره حتى يعلم أننى لم أعش معه على طمع وخصوصا أنه كلما يتكلم معي يقول أنت الكسبانة والله ولا أعرف كسبانة أي شيء حتى الآن، أرجوكم أفيدوني فى سؤالي؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا ننبهك أولاً إلى خطئك الذي أوقعك في هذه المشكلة وهو محادثتك لرجل أجنبي عنك في موقع على النت وفي أمر كهذا، وقد سبق بيان خطورة هذا المسلك على المرأة، وأنه كثيراً ما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، ونصيحتنا لك أن تتقي الله تعالى في سرك وعلانيتك، وأن تحذري من الوقوع في فخ المواقع التي تتلاعب بمشاعر النساء وعواطفهم، على أنه لا مانع من مخاطبة المواقع الجادة التي تسعى لمساعدة المطلقات وغيرهن، وتسهيل الزواج لهن إن وجدت، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 104474، والفتوى رقم: 93846.

وأما عن قولك الذي صدر منك فليس طلباً صريحاً للطلاق، وهو إن كان قد يتضمن معناه فإنه لا حرج عليك في ذلك، لما ذكرت من أسباب تسوغ كراهيتك للمقام معه، فإن كان الأمر كذلك فإنه لا يترتب عليه شيء لأن أمر الطلاق بيد الرجل وحده ولم يقع منه شيء إلى الآن، والذي ننصحك به أن تتأني في طلب ذلك وأن تحاولي إصلاحه فإن لم يمكنك وتضررت من المقام معه فلا حرج عليك في طلب الطلاق، بل قد يكون هو الأولى، كما قال الله تعالى: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا {النساء:130}، وللفائدة في الموضوع راجعي  الفتاوى ذات الأرقام التالية: 57691، 10103، 8622، 35609.

والله أعلم.