عنوان الفتوى : يكثر من تلاوة القرآن والتسبيح .. ولكنه يتهاون في صلاة الجماعة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أما بعد: أنا رجل ولله الحمد، أقرأ كل يوم القرآن وبعض الأحيان أقرؤه بسرعة بدون تدبر للمعاني التى فيه، وقد ختمت القرآن أكثر من خمس مرات أنا وزوجتي، ولا ننام إلا بعد القراءة، ولكنني لا أصلي مع الجماعة كثيراً، مع أني أصلي بالبيت، وأكثر من التسبيح والدعاء على أن يعينني الله على نفسي، هل لي أجر على هذه القراءة وكثرة التسبيح، أم أنه لابد لي أن أصلي مع الجماعة لكي تحسب لي؟. أفتونا جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قراءة القرآن مع التدبر في معانيه، أولى وأفضل من مجرد القراءة، ولكنها بدون تدبر أيضاً لا تخلو من الأجر، لأن القرآن متعبد بلفظه، لحديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن أقول: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح غريب.
ولا تلازم بين أداء الصلاة مع الجماعة، وما عمله المسلم من أعمال الطاعات كقراءة القرآن، والذكر، والتسبيح، وغير ذلك الأخرى.
فمن لم يؤد الصلاة في الجماعة، فقد فاته أجر كثير، وفضل عظيم، بل قيل بأنه آثم، وهو الراجح لعموم الأحاديث الدالة على ذلك، إلا أن فوات الأجر عليه، وارتكابه الإثم بالتخلف عن صلاة الجماعة لا يحبط ما علمه من أعمال البر والطاعات.
وللاطلاع على حكم صلاة الجماعة والأمر بتدبر القرآن يراجع الجوابان: 1798، 9186.
والله أعلم.