تاجر دين - محمد علي يوسف
مدة
قراءة المادة :
دقيقة واحدة
.
وأما الدين الذي تتم التجارة به فهو ذلك الذي ثوابته تخالفهم، وخياراته تعارضهم، ونصوصه تضايقهم، ومقدساته تزعجهم، حتى إذا وصلوا للسلطة صدّروا ثوابتهم وخياراتهم والنصوص التي ترضيهم، والمقدسات التي تريحهم..حينئذ فقط لا مانع من استغلاله والمزايدة على من يخالفهم فيه، ولا يعد ذلك اتجارًا به، ولا يُعتبر ذلك تلاعبًا بمعانيه وقيمه، ولا استغلالاً له في السياسة، ولا يُسمى فاعله أبدًا (تاجر دين).
الدين دين فقط ما دام يرضيهم، ولا يعد المرء متاجرًا به إلا إذا خالفهم، أو لم يصفق لهم، أما إن رضي وتابع وصفق وهلل فهو الوسطي الجميل، والمتزن العميق، والفهامة المستنير..، فقط إن رضي وتابع، وصفق وهلل!