أرشيف المقالات

لماذا يمنعوننا من تراثنا؟!

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
لماذا يمنعوننا من تراثنا؟
تَرَدَّد هذا السؤال كثيرًا في صدري؛ وكان وقعه عليَّ قويَا، صاحبني في يقظتي، وآنسني في أحلامي، وأَثْقَل علي بإصراره على اكتشاف أسراره.


تأملت التتار وهم يحرقون مكتبات بغداد، ثم تاملت طائرات الحلفاء تقصفها في حرب الخليج، تأملتهم وهم يسرقونها وينهبونها نهبًا، والشيعة يلعبون بتمثال صدام، تأملت سطو قراصنتهم على محمولات السفن الإسلامية من كتب ومصنفات، تأملتهم وهو يسرقون مكاتب الشام في حروبهم الصليبية، حتى امتلأت مكتبات الغرب والشرق بمخطوطات أجدادنا في كل علم وفن، واليوم طائرات الحلفاء قد تقصف مكتبات دمشق والشام! أو تنهبها!
الله الله في تراثنا!
تأملتهم يسرقون تراثنا حين احتلوا بلادنا؛ في مصر والمغرب والهند وغيرها، ثم تأملت اليوم جيش الحداثيين دُعاة القطيعة مع التراث، وهم يُسودون الورق، يشجعون على هجره وتركه، ومقاطعته، فيسبونه، ويعيبونه، ويتهمونه.
لماذا يصرون على أن يمنعونا منه؟
كان الجواب الذي يغلب عليَّ -ولا يزال- أنهم يعلمون أن فيها معالم نهضتنا وارتقائها، وأنها الدليل على عظمة هذه الأمة، أمة تعبد ربها بتدبير وتدبر، حياتها اقتصادًا وسياسة وعلمًا بتعبد.
تعبد بتدبير وتدبير بِتَعَبْدُ، كما يقول طه عبد الرحمن.
حسبي الله ونعم الوكيل.
 
طارق الحمودي

شارك الخبر

المرئيات-١