عنوان الفتوى : فتنة القبر واستعاذة الرسول صلى الله عليه وسلم منها
ما المقصود بفتنة القبر، ولم كان الرسول عليه الصلاة والسلام يستعيذ منها؟
خلاصة الفتوى:
فتنة القبر هي سؤال الملكين، واستعاذته -صلى الله عليه وسلم- منها هي من شكر النعمة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن فتنة القبر –كما قال أهل العلم- هي سؤال الملكين، قال ذلك ابن حجر العسقلاني وغيره. وقد ثبت أن الميت يسأل في قبره. جاء في المسند وغيره عن البراء بن عازب في حديث طويل يقول فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العبد المومن: ... فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له: وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره...
وعن العبد الكافر يقول -صلى الله عليه وسلم-: ... ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة.
وهذا الحديث صححه الألباني وغيره، وأصل هذا الحديث في الصحيحين وفي بعض السنن.
وأما استعاذة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من فتنة القبر فهي من شكر النعمة. ففي الصحيحين عن المغيرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قام حتى تورمت قدماه فقيل له غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا.
والله أعلم.