عنوان الفتوى : هل يستطيع الشيطان أن يسرق من البشر
كنت قد سألتكم أنّ الجنّ يسرقون منّي الأموال وداومت على قراءة سورة البقرة في الأول فهدأت الأحوال فترة من الزمن ثم رجعت إلى الاضطراب حتّى أنّنا نخفي الأموال في ورق في كتاب القرآن فنفتح الكتاب والورق ولا نجد الأموال فهل من مساعدة أخرى، جزاكم الله خيرا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنؤكد أولا على ما ذكرناه بالفتويين اللتين قد أحلناك عليهما سابقا من أنه ينبغي أن يضع المسلم ماله في مكان يمكن إغلاقه، وأن يذكر اسم الله عليه، لأن الشيطان لا يفتح غلقا، كما ورد في الحديث الصحيح، قال ابن عبد البر في التمهيد: وفي هذا الحديث من العلم أيضا أن الشيطان لم يعط مع ما به من القوة أن يفتح غلقا ولا يحل وكاء ولا يكشف إناء رحمة من الله تعالى بعباده ورفقا بهم.
ومجرد وضع المال في كتاب القرآن أو كتاب الأدعية والأذكار لا يعتبر تحصينا له.
والفتويان المشار إليهما هما بالرقمين: 33795، 60468.
ثم إنه لا ينبغي المبادرة إلى اعتبار أن الجن هم الذين يسرقون هذا المال، فقد تكون هذه السرقة واقعة من بعض شياطين الإنس.
وعلى كل فينبغي أن تتخذوا من الأسباب ما يمكنكم به حفظ أموالكم ثم استعينوا بالله، فلن تروا إلا الخير بإذنه سبحانه.
والله أعلم