عنوان الفتوى : سرقة الشياطين للمال والذهب
في بداية الأمر وقبل حوالي 6 سنوات جاء رجل وامرأته وسكنا في دارنا وكانت زوجته ممسوسة بجنية وهو كان يعالج باستخدام تلك الجنية وكانت تسرق علينا أشياء من المنزل في وجودهما في بيتنا وبعد أن غادروا منزلنا استمرت السرقات من مجوهرات وأموال وغير ذلك، مع العلم بأن الذهب مخزن في شنطة بأرقام سرية لا يعلمها إلا أنا وأمي فقط، والشنطة موجودة داخل دولاب مقفل بمفتاح مع أمي فقط، ومع ذلك نكتشف أنه يسرق جزء من الذهب وليس كله والعجيب أننا في بعض الأحيان نجد جزءًا من المسروقات موجودة في مكان آخر من البيت وهذا نادراً، وأحيطكم علماً بأنني قد حرزت البيت بالقراءة والأذان والأذكار وقراءة بعض المشايخ على أهل بيتي كلهم بدون استثناء، ولكنه لم ينفع وما زالت السرقات في منزلي حيث قد بلغت حوالي أكثر من 2 مليون ريال، وأريد أن أسأل كيف الخلاص من كل ذلك، ولماذا لا يسرق المال والذهب كله مرة واحدة، وهل يجوز لي أن أستعين بأناس يستخدمون الجن في معرفة مكان السحر إن وجد في البيت، لأنني قد استخدمت كل الوسائل الممكنة والمسموح بها شرعاً، ولكن ذلك لم ينفع خلال 3 سنوات ماضية، أرجو المساعدة لأنني لا أستطيع تحمل الكثير من ذلك، علماً بأنني قد أخرجت الذهب من المنزل إلى مكان آخر، أرجو المساعدة بأسرع وقت؟ والله يجزيكم نعيم الدنيا والآخرة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تقدم في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 41750، 55303، 56632 بيان عدم جواز الاستعانة بالجن ولو في الأمور المباحة.
أما سرقة الجن للأشياء فهو أمر محتمل، وقد ثبت سرقة الشيطان من تمر الصدقة؛ كما في حديث أبي هريرة عند البخاري، وقد سبق في الفتوى رقم: 37885.
وأما سرقتهم باستمرار لبعض الأشياء دون بعض أو إلقاء بعضها في مكان آخر فقد يكون من باب العبث وحب الأذى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فالشياطين لهم غرض فيما نهى الله عنه من الكفر والفسوق والعصيان، ولهم لذة في الشر والفتن، يحبون ذلك وإن لم يكن فيه منفعة لهم. انتهى.
وقد يكون الجن موكلاً من قبل ساحر، ففي هذه الحالة ينبغي البحث عن معالج من أهل الخير والصلاح ممن لا يتعاملون مع الجن لفك هذا السحر، ولا يجوز الاستعانة بمن يتعامل مع الجن، كما هو موضح في الفتاوى المحال إليها.
والذي ننصح به هو الإكثار من الطاعات، والبعد عن المعاصي، وإخراج كل ما هو محرم من البيت، والإكثار من قراءة سورة البقرة ولو عن طريق أشرطة الكاسيت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
كما نوصيكم بذكر اسم الله عند إغلاق الحقيبة التي تحتوي على الذهب والأموال، وكذلك عند إغلاق الخزانة، فإن الشيطان لا يفتح باباً ولا يحل وكاء ذكر اسم الله عليه، كما سبق في الفتوى رقم: 33795، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 55265.
والله أعلم.