عنوان الفتوى : طلب الزوجة الطلاق من الزوج الذي آذاها وآذى أهلها

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

سيدى الفاضل لدي مشكلة وهي ليست لي و لكن لإحدى أقرب صديقاتي و أعزهن لقلبي.مشكلة تلك الفتاه أنها ارتبطت بإنسان ملتزم دينياً و ملتح و ممن يقولون إنهم يطبقون حدود الله ومن الذين يقومون الناس وينتقدهم إذا وجد منهم ما هو مخالف للشرع.و قد خطب هذه الفتاه بشبكة من الذهب، اشترى والدها أغلب الأشياء و تزوجت منه بعون الله ثم بمساعدة والدها الذى لم يع للماديات أهمية، واعتبر أن زوج أبنته رجل يعرف حدود الله مع أهل هذا الزمن الضائع و كان أهلها يقولون إنه أفضل منها وإن ربها يحبها لوقوعها في مثل هذا الرجل.بالطبع حدثت مشاكل في فترة الخطبة بسبب طبعه المتشدد و تزمته في تصرفاته و عدم إعجابه بطريقة صديقتي في ملبسها ولكنها كانت ترضيه على قدر الإمكان.و لكن يا سيدي ما حدث أيام فترة الخطبة كان يوحي بأن هذا الرجل غير سوي و أنه يدعي الالتزام حيث كان يختلي بصديقتي، و كان الغريب أنه بعد ذلك يتكلم عن الحرام والحلال كأنه طاهر بلا خطيئة وينتقد الناس كأنه من المعصومين من الخطأ - المهم أنه عقد قرانه عليها و قد حملت منه قرب الزفاف، وقد حدثت مشكة كبيرة بينهم و لكنها لم تقدر على الانفصال بسبب حملها و كان يعرف أن هذه نقطة ضعفها وأنه صاحب الموقف الأقوى.تم تسوية هذا النزاع و تم الزفاف و لكن سقط حملها في بداية الزواج، حملت مرة أخرى و كانت العلاقات مستقرة بينها و بينه و لكنه كان متناقضا، كان يحرم مشاهدة التلفاز عليها وتدخل عليه لتجده يشاهد الأفلام والأغانى الخليعة، كان دائم السماع للأخرين و دائم النزاع مع أهلها و إن كان بطريقة غير مباشرة حيث إنه كان لا يريدها أن تذهب عندهم و لا يريدها أن تكلمهم و قد أخذ هاتفها الجوال الخاص بها و باع هاتفه، وكانت تظهر مشاكله معها عندما تذهب لزيارة أهلها و كان يضايقه أنها متمسكة بأهلها و تحبهم.و لكن كانت المشاكل غير متفاقمة و يتم السيطرة عليها.و لكن يا سيدى الفاضل أول ما وضعت طفلها و قد ثار البركان الخامد بداخله و بدأت المشاكل الكبيرة.بداية المشاكل بدأت بسبب عدم كفاية بيته من المصروف و كان هما الأثنان يعايران بعضهما البعض - هو يعايرها بأنه أخطأ حين ناسب هذه العائلة وهي تعايره بما أتت به من تجهيزات الزواج و بما تحمله والدها عنه من التزامات لم يف بها والده نفسه.و حين فترة نفاسها حدث نفس الشيء و هى فى بيت أهلها و تطاول عليها بالسب و القذف بأقذع الألفاظ و ذهب لبيت أهله و بعد فترة اتصل بها و حدثت مشادة فى الكلام مع أختها مما جعله يأتي الى بيت أهلها في الثانية صباحاً و يهجم على بيتهم و يسب أهل البيت بأقذع الألفاظ و يهجم على أمها لضربها وقد التف الجيران بعد استيقاظهم من نومهم.تدخلت أنا عند صديقتي و كلامي ذهب الى صديقتي لإيضاح أسباب الخلل و قد عاتبتها كثيراً و قلت لها لعل الذى حدث بسبب ضغوط الحياة و المادة و قلت لها إن المسامح كريم.رجعت معه بعد عقد الصلح و لكن كانت طريقته معها هي الإذلال و السب الفاضح و سب والدها بألفاظ نابية امام أهله و أمامها - غلق باب البيت عليها بالمفتاح مع رضيعها و هي فى بلد بعيد عن أهلها بدون أية وسيلة للنجدة أو أن يكون معها مفتاح - سرق نقودها من حقيبتها - الخوض في عرضها أمام الناس و في عرض أهلها و اختلاق حكايات تسيء لسمعتهم و أعراضهم و قذف محصناتهم - الكذب في رواية الكلام و لا يراعي الله فيما يقول.و كان يلح عليها لتأتي بشبكتها الذهبية من عند أهلها و قد باعتها لمعالجة أخيها ولما ما كان من ضيق الحال لأبيها وهي لم تخبره بهذا.أخذ يفضحها ويقول إن والدها سارق و نصاب لأنه أخذ شبكتها منها مع أنها أصرت أن الشبكة موجودة.أخذت المشاكل تتصاعد بسبب هذا الموضع و مرات عديده ترجع الى بيت أهلها و يعقد معه صلح و ترجع من أجل ابنها و من أجل احتمال هدايته.و في مرة من المرات ضربها ضربا مبرحا أدى أنه ذهب بها إلى الطبيب و قد كذبت على الطبيب و قالت إنها سقطت من على السلم و قال لها الطبيب أنت وقعت من الشرفة و ليس من السلم لما فيها من إصابات بالغة.رجعت بيت أهلها مرة أخرى و لم تحدثهم بأنه هو الذي ضربها و قالت مثل ما قالت للطبيب.وحدثت جلسة صلح و شرط عليها أنها لن ترجع بدون الشبكة - أعطاها أبوها 5500 جنيه لتشتري بها ذهبا لنفسها ورجعت معه و لكنه فتح حقيبتها وأخذ النقود و قال لها إن أباك سارق و الفلوس أنا سأتاجر بها و لم يتغير حاله من سب و قذف و معاملة سيئة و قد تطاول الأمر أنه ضرب أباها و رماه بالحذاء و أبلغ عنهم الشرطة و أتى بهم إلى بيته لأخذهم إلى القسم وهذا غير فضيحتها أمام الناس.آسفه للتطويل و لكن سؤالها لفضيلتكم هل هذا ما قاله الله، هل الشبكة التي أهداها لها من حقه؟هل هي آثمه في طلب الطلاق منه غير أنها علمت أنه كان يضرب والديه و إخوته؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان حال الرجل كما ذكر فهو بعيد عما قاله الله عز وجل وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم من إحسان العشرة إلى الزوجة وحفظها ورعايتها، وعدم سبها أو سب أهلها أو أي أحد من المسلمين.

وأما الشبكة فإن كان أعطاها إياها على أنها هدية أو من مهرها فهي لها ولا علاقة له بها، وأما إن كان أحضرها لتتجمل بها على سبيل العرية فهي له، وله حق المطالبة بها، ولا إثم عليها في طلب الطلاق منه إن كان حاله معها كما ذكر لما في بقائها معه من الضرر البين، ولما لحقها منه من أذى في نفسها وأهلها.

وينبغي رفع الأمر للمحكمة الشرعية والقضاء ليحصل السماع من الطرفين ويعرض كل دعواه وحجته.

 والوقوف على تفصيل ما ذكر راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17989، 33363، 6923، 9329.

والله أعلم.