عنوان الفتوى : طلقها زوجها أربع مرات
أيها الشيوخ الأفاضل أنا امرأة متزوجة منذ أكثر من عشر سنوات ولي بنتان وأنا أعيش في بؤس وحزن يومي ووساوس تكاد تفتك بحياتي وحياة أسرتي والسبب هو عدم معرفتي إذا كنت في وضعية حلال أم حرام مع زوجي سامحه الله فهو سريع الغضب والعصبية ويسامحني الله أيضا لأني شديدة الشك والغيرة، لفظ زوجي كلمة أنت طالق أربع مرات في حياتنا الزوجية، المرة الأولى لفظها في موقف غضب بسبب تجسسي علي هاتفه الجوال ولكن تصالحنا في المساء وفي المرة الثانية كان عن طريق الهاتف النقال وحدث ذلك بسبب غبائي وقلة عقلي لأنني حكيت له قصة ملفقة من تأليفي بأن أحدهم معجب في ويلاحقني في مقر عملي فغضب ولم يتحمل من الغيرة وقال أنت طالق فصرخت قائلاً هداك الله أنا أكذب لماذا تسرعت فسكت من الصدمة وقال بأنه لم يرغب في ذلك، ولكنه لم يتحمل ما حكيته عليه وأيضا تصالحنا في نفس اليوم وأنهينا الموضوع ورجعت إليه وفي المرة الثالثة كانت أيضاً عن طرق الهاتف النقال حيث حدثت بيننا مشادة كلامية قوية تطاول فيها على أهلي بالسب فرددت عليه بالسب أيضا فرمى بالطلاق ولكنني كنت حائضا واستعلمت في اليوم الثاني من أحد الشيوخ بأن الطلاق لا يقع والمرأة في حيض فرجعت إليه وفي المرة الرابعة حدث الطلاق بعد اتهامي له بعدم الإخلاص والخيانة فغضب بشدة وأصبح يصرخ ويرمي بالأشياء ويدفعني بيديه من الغضب إلى الغرفة فخرج لحظات ثم عاد على نفس الهيئة وهو يصفعني ويتمتم بكلمات ومن ثم سمعته يقول أنت طالق، في اليوم التالي عندما هدأت الأمور واجهته بما حصل وذكرته بما قال فنفى وأنكر أنه طلق وأنه كان على غير وعيه ولا يتذكر ما لفظه حينها والحقيقة أنا أيضا غير متأكدة ولدي فقط شكوك بأنه لفظ الطلاق، وللعلم لقد كنت هذه المرة على طهر ولكن حدث بيننا جماع في اليوم السابق من الشجار، فأرجوكم أن تريحوني من هذا العذاب ومن الوساوس حتى أصبحت غير قادرة على ممارسة حياتي العادية خوفا من عقاب ربي وأنا لا أريد أن أعيش في حرام وأخسر آخرتي، ولكنني أيضا نادمة على كثرة شكوكي وظنوني في زوجي والتي كانت هي الأسباب الرئيسية للخلافات في حياتنا الزوجية أنا عاهدت ربي بأن أبدأ صفحة جديدة من حياتي مع زوجي وأصبحت أدعو ربي ليل نهار بأن يريحني من هذا الوساس وبأن يفرج كربي فما قولكم أنتم في مشكلتي أنا في انتظار ردكم على أحر من الجمر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي نراه أن الطلقات الثلاث الأول واقعة وبها تكونين قد بنت من زوجك بينونة كبرى، فتجب عليك مفارقته وعدم تمكينه من الاستمتاع بك، وأما الطلقة الرابعة فلم تصادف عصمة بينك وبين الزوج حتى تقع، ولسنا غافلين عن أنه قد يكون في الحكم على بعض تلك الحالات خلاف بين أهل العلم، كما لا يخفى علينا أنه قد يكون لبعض تلك الحالات ملابسات معينة ربما يكون لها أثر في الحكم، لكن ما ذكرناه أعلاه هو بناء على مجاراة ظاهر ألفاظ السؤال وعلى ما هو راجح عندنا، ولذلك فننصح بعرض المسألة مباشرة على أحد العلماء الموثوق بهم أو على قاضٍ شرعي.
والله أعلم.