عنوان الفتوى : التماثيل القديمة والجديدة في الحرمة سواء
أعلم أن الثابت عند أهل العلم حرمة التماثيل المجسمة (التي لها ظل)، وسؤالي حول حكم ما تم صنعه من تلك التماثيل هل يجب تحطيمه، وهل ما تبقى من آثار الأمم السابقة من تماثيل وأثار (كالآثار الفرعونية مثلا) يسري عليه نفس الحكم، وإذا كانت الإجابة بنعم فلماذا لم يمس القائد المسلم عمرو بن العاص الآثار المصرية القديمة بسوء، وهل يختلف الحكم باختلاف ما كانت تُتَّخذ هذه التماثيل لأجله (أقصد إذا كانت تُعبد من دون الله أم لا)؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صنع التماثيل المجسمة محرم شرعاً بإتفاق أهل العلم، وما تم صنعه منها يجب تقطيعه حتى لا يبقى على هيئة التمثال، ويستوي في هذا ما يعبد وما لا يعبد، وما كان قديماً وما صنع من جديد، ويدل لهذا ما في حديث مسلم أنه صلى الله عليه وسلم أمر عليا بقوله: لا تدع تمثالاً إلا طمسته. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال الرجال، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي بالباب فليقطع فليصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتين منتبذتين يوطآن، ومر بالكلب فليخرج. رواه الترمذي وأبو داود وأحمد وصححه الألباني.
وراجع الفتوى رقم: 7458 للمزيد في الموضوع وفي مسألة عدم مس عمرو بن العاص رضي الله عنه الآثار الفرعونية القديمة.
والله أعلم.