عنوان الفتوى : عرض المرأة نفسها للزواج في حدود الأدب ليس فيه خدش للحياء
أنا فتاة متدينة أحافظ على شرفي و سمعتي والكل يشهد بطيبتي..على العموم في كل ما مضى عمري لم أسمح أن يحادثني شاب في السر أو أن أخرج مع شاب من وراء أهلي كما أني أحرص على أن لا أعيب الناس وأقبل أن أكون مظلومة على أن أكون ظالمة.المهم مفهومي لديني علمني أن أكون زوجة صالحة في المستقبل وأن أسعد زوجي وأن أعاونه على درب الحياة كما أكون خير مدرسة لأولادي.كما أن قدوتي في الحياة هو القرآن والسنة الشريفة، لذلك أؤمن أن الزوج الكفء هو القوي الأمين كما ورد في موعظة قصة بنت سيدنا شعيب وسيدنا موسى الذي تزوجته لأنها رأت فيه القوة والأمانة وقصة سيدتنا خديجة رضي الله عنها التي اختارت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كزوج لها لأنه الصادق الأمين. فإذا أنا أشتغل في شركة في بلدي واشتغلت في نفس المكتب أنا وزميل لي حيث أقضي 8 ساعات العمل معه. كان طيبا وشهما وشريفا على خلاف بقية الزملاء الذين كانوا يشربون الخمر يتفرجون على الأفلام الجنسية والأكثر من ذلك كانوا يخلقون الفتنة في الشركة و يتعدون حدودهم في العمل فتطاولوا علي وظلموني إلا أن هذا الزميل كان مختلفا عنهم فكان من صفي.أعجبت بدينه ورجولته وأحببته في دين الله وبكل احتشام. أنا شخصيا لا أعرف شعوره تجاهي كل ما أعرف أنه يحترمني.ولظروف قاهرة خرجت من الشركة دون أن أبوح له بشعوري فإن تربيتي وخجلي لا يسمحان بذلك مع أن مطالعتي للكتب الدينية و قصص السيرة النبوية والصحابة أن من حق المسلمة أن تختار زوجها إذا التمست فيه الدين والخلق فإن في حياة نبينا عليه الصلاة والسلام أتت أكثر من امرأة مؤمنة طلبت منه الزواج زيادة عن قصة سيدتنا خديجة التي طلبت منه الزواج.لكن في مجتمعاتنا العربية قليل من يقبل ذلك رغم أنني في عائلتي أعرف من الفتيات المحترمات من تزوجن وهن اللاتي بادرن بالإعجاب أولاً وطلبن يد الزوج وهن الآن قي قمة السعادة.المهم أحسست أن ما شرع الله لعباده هو أصح وأقرب لله مما شرع الناس لأنفسهم. ففكرت أنها فرصة وأضعتها.إلا أنني ظللت أفكر فيه وبما أن رقم هاتفه من أيام العمل ما زال عندي قررت أن أكلمه وأسأل عن حاله وفرصة في نفس الوقت أن أبين اهتمامي به.كلمته 3 أو4 مرات سألته عن حاله وعائلته ووضعه في الشغل فكان من الواضح من سؤالي عنه أني مهتمة به وكنت محتشمة في كلامي وقلت فالباقي عليه إن كان هو مهتما بي فسيكلمني وهذا ما لم يحصل.مشكلتي الآن هو أنني فعلت هذا لأول مرة في حياتي و لم أحزن لأني رفضت ولكن خائفة أن يظن أني رامية نفسي عليه وأني لست من المحترمات لأنه و للأسف هذه عقلية بعض الرجال العرب. أعرف أن هنالك من يتفهم ويقدر شعور البنت التي هي بنت عائلة ويفرق بينها وبين البنت السافلة التي تلقي بنفسها للرجال.أرجوكم أنا لا أفهم الكثير في الرجال فأفيدوني ماذا يكون هذا الشاب يفكر في وهل ما فعلته يمس بسمعتي ويحط نظرته في. مع العلم أن هذا الشاب رحل ولم يعد في نفس البلد الذي أنا فيه كما أنني أخبرت أمي بما حدث فلم تقبل ما فعلت...أنا الآن لا أنام الليل منذ 3 سنين فدلوني هل إن كان ما فعلته يصح دينيا أم لا، هل سيفهم نيتي أم لا؟ هل أغضبت الله. بالله أريحوني جزاكم الله خيرا.
خلاصة الفتوى:
فإن كان ما حصل منك مع هذا الشاب في حدود الأدب والحشمة فلا حرج فيه ولا داعي للقلق، إذ لا حرج على المرأة أن تعرض نفسها على الأزواج؛ كما علمت، ومن يستنكر هذا التصرف أو يخشى أن يفهم ذلك خطأ فيمكن أن يبين له الحكم الشرعي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وتقى وعفافا، وأن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك. ونرجو أن تهوني على نفسك أختنا الفاضلة، فالأمر على ما ذكرت من أنه لا حرج شرعا في أن تعرض المرأة نفسها على الأزواج في حدود الأدب، وقد سبق أن بينا ذلك بكثير من فتاوانا نحيلك منها على الفتوى رقم: 7682.
وعليه؛ فلا نرى ما يدعوك إلى القلق، فإن كنت قد فعلت ما فعلت في حدود الأدب فليس في ذلك حرج عليك وليس فيه ما يخدش حياءك، وإن كنت ترين أنه أهل لأن يكون لك زوجا فاعرضي عليه صراحة رغبتك في ذلك، وكذا ينبغي أن تفهم أمك وغيرها ممن هم في مجتمعك أن هذا أمر مشروع إذا تم وفق الضوابط الشرعية.
والله أعلم.