عنوان الفتوى : مدار الأمر في اختيار الزوجة على الاستقامة والديانة
أنا شاب فى 21 من عمري مشكلتي لم أتخيل وجودها حقيقة وخصوصا أنني شاب متدين وعلى خلق -بفضل الله ونعمته وحده لا غير- بدأت قصتي تقريبا منذ سنتين وأنا متعمد كتابة ذلك الزمن عن قصد عندما أحببت فتاة تكبرني بسنتين تقريبا وفى بادىء الأمر قالت لي إنه من الصعب ذلك لفارق السن لشهر كامل وفى تلك الفترة وجدت نفسي بدأت أميل لأختها والتي تكبرنى أيضا بـ 5 أعوام وتعلقت بها وهي كذلك، ولكن فى نفسي أيضا كنت اشتاق لأختها الأولى فحاولت نسيانها بقصد أنها رفضت لفارق السن حتى أوجه مشاعري نحو واحدة، ولكني فوجئت بعد عودتها من السفر بأنها تبادلني شوقا عجيبا وأنا للأسف أخطأت خطأ كبيراً جداً بمبادلتي إياها المشاعر، ولكني اكتشفت أني أحبهما هم الاثنتين وهما أيضا وبقوة شديدة.. وأنا متأكد أني أحبهما فعلا وليست مراهقة أو مجرد تسليه وذلك لأنني لست من هذا النوع الذي يهوى العبث والتسلية وأنني جاد فى أموري دائما آخذها مأخذ الجدية، كما أنني أعمل متطوعا فى إحدى الجمعيات الخيرية للأيتام، وقد تعرفت عليهن هناك وأقابل من هن أكثر شبابا وجمالا ولا أبالي بهن وأغض بصرى عنهن بل وأتعفف عن الكلام معهن قدر الإمكان.. فأنا بالفعل أحبهن كثيراً.. بعضهم قال لي إن تلك مراهقه والبعض قال إنك فقط تحب واحدة والأخرى أحببتها لأنها قد تكون شبيهة الصفات لأنهن أخوات والبعض لم يعط لي تفسيراً وقال لي فقط يجب أن تتركهن حتى تريح نفسك وهذا الجواب الأخير هو ما أتعبني كثيراً، فأنا مؤمن بأن رزقي كتبه الله لي أيّا كان ومتى كان وكيف كان ولكنكم تعلمون أنني مهما فعلت فأنا مازلت صغيراً بالنسبة لكم وأحتاج لخبراتكم فهذا هو حقي عليكم أمام الله عز وجل فأنا أخوكم فى الإسلام وأنتم إخوتي الأحق بنصحي.. والله يعلم كيف أحبكم فيه عز وجل.ملحوظة 1: الأخت الأكبر تعلم أني أحب أختها ومع ذلك هي متعلقة بي جداً وعلى أمل أن تتزوج أختها فيكون من السهل أن ارتبط بها -هي- مستقبلا وهي ليست بكارهة أختها بل هي تحبها حباً شديداً جداً حتى كتابة تلك السطور.ملحوظة2: الأخت الأكبر تعمل طبيبة والأخرى تعمل معلمة والحالة الاجتماعية متقاربه بيني وبينهنملحوظة3: قد تعجبون من فارق السن وحبهن لي -وهن على خلق أيضا- ولكني الحمد لله تعاملاتي أكبر بكثير من سني فكثير من الناس يظنونني فى 27 أو أكثر عن طريق تعاملاتي اللبقة وتوسع فكري وثقافتي الدينية والعلمية ولله الحمد والمنّة.ملحوظة4: قد تستغربون حبي لاثنتين أكبر مني سنا، ولكني لم أكن أقصد ذلك فأنا لا أنظر إلى السن أولاً بل إلى الأخلاق والارتباط الروحي فالأرواح جنود مجنده والارتباط الفكري فى الأفكار والقبول النفسي والروحي ثم بعد ذلك باقي الأمور... لا أتعجل الإجابة -ليس عن لامبالاة مني بل إنني فى حالة يرثى لها حقيقة فعلا- ولكن يستجاب لأحدكم ما لم يعجل.. وهذا مع رب العباد فما بالكم مع العباد؟ اسأل الله التوفيق لكم والسداد.. وجزاكم الله خيراً.أخوكم فى الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى حكم الحب في الإسلام، وإلى علاج العشق، ولك أن تراجع في الأول الفتوى رقم: 5707، وفي الثاني الفتوى رقم: 9360.
وفيما يخص موضوع سؤالك فالواجب أن تعلم أمرين هما:
1- أن من واجبك أن تقطع علاقتك بالبنتين فوراً، إلى أن يحين الزمن الذي يتيسر لك فيه أن تتزوج بإحداهما، فإنه لا يحق للمسلم أن يرتبط بعلاقة مع امرأة إلا في إطار زواج شرعي، وخصوصاً من يدعي أنه متدين.
2- أنه لا يصح لك الزواج، من البنتين في آن واحد، لما ورد من النهي عن ذلك، قال الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ ...... وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {النساء:23}.
وأما ما ذكرته من الفارق العمري فإنه لا ضرر فيه، ومدار الأمر إنما هو على الاستقامة والديانة، فإذا تيسر لك الزواج، وكانت البنتان خاليتين معاً من الموانع، فانظر أيهما أكثر استقامة وأيهما أكثر شمولاً؛ لما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار الزوجة حيث قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، ثم استخر الله بعد ذلك، واختر من تجد نفسك تميل إليها أكثر.
والله أعلم.