عنوان الفتوى : سبل الوقاية من القنوات الهابطة
ما الحكم الشرعي في شاب في سن المراهقة تفرج على أفلام جنسية في قنوات تبثها أسبوعيا وهو يعيش في الغرب رغم أنه لا يريد أن يتفرج على مثل هذه الأفلام ولكن في بعض الأحيان عندما يكون وحده ومع الله تغلب عليه القوة أو الشهوة ويشاهدها رغم أنه إنسان نبيل يعمل الخير ويدافع عن الحق وعن الدين الإسلامي في شتى المجالات ويتمسك بدينه كثيراً ويترك زملاءه وأصحابه عندما يتكلمون في مواضيع الفساد والزنا وينبههم بأن الزنا والتكلم في تلك المواضيع فاحشة وحرام ويأمرهم بالعدل وحسن الأخلاق كما أنه يفعل المستطيع لكي يقنع زملاءه الغربيين أن دين الإسلام هو دين الحق والإيمان هذا الشخص الذي يدافع عن دينه عبر الإنترنت وفي الخارج وبين أفراد عائلته وأصدقائه وجيرانه ويعطي الصدقات ويحب المساكين واليتامى ويحب دينه ورسوله أكثر من نفسه ويؤمن بالله وما أنزل على الرسول الكريم ويتمسك بالسنن، ولكن عندما يكون وحده والله معاه في البيت في بعض الأحيان تغلب عليه الشهوة ويتفرج على أفلام جنسية تبث في قنوات رئيسية في الغرب رغم أنه لا يريد ذلك وفي بعض الأحيان تكون القوة أكثر ولا يتفرج فيها وهذه فقط مرتين ولم يتفرج إلى نهاية الفيلم وكلما يغلق التلفاز يتأسف ويندم ندماً شديداً ثم يستغفر ربه ويدعو أن ينجيه من تلك الأفلام ومن الشر والسوء والفحشاء والفساد والزنى وأن يغفر له ذنبه، فما الحكم الشرعي في عقوبة هذا الشخص وما هي الحيلة التي يستطيع أن يترك بها هذه الأفلام البائسة والمفسدة للمجتمع ولحقوق الإنسان، فأرجو منكم أن تجيبوني أنه نقطة ضعف هذا الإنسان، والإنسان ضعيف جداً ولكن عليه أن يتغلب على شهواته وأن يكون قويا والله لا يغفر الشرك ويغفر ما دون ذلك، ولكن على الإنسان أن يتمسك بدينه بقوة عظمى وأتمنى أن تجيبوني؟ وشكراً لكم.. جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على هذا الشاب أن يستر نفسه ويتوب إلى الله توبة صادقة ويحمد الله على ما وفقه له من الخير والدعوة إليه ويسأله التوفيق لغض البصر عن الحرام، وأن يستشعر مراقبة الله دائماً، وأنه يراه في خلوته كما يراه مع الناس، وألا ينفرد وحده بالتلفاز، وأن يتغلب على داعي الهوى في نفسه بكثرة النظر في كتب الترغيب والترهيب، وبالإكثار من الدعاء بالهداية، وبالاستعاذة من شر النفس والشيطان.
وأن يحافظ على الصلوات في المسجد، وأن يبحث عن صحبة صالحة تدله على الخير وتعينه عليه، وأن يعمر وقته ويوظف طاقته فيما يفيد، وليس عليه هو أن يعاقب نفسه، ولا يجوز لأحد آخر أن يعاقبه إلا إذا كان سلطان المسلمين أو نائبه، مع أنه هو مأمور بألا يطلع أحداً على ذنبه هذا، وراجع في بعض الأدعية المأثورة في هذا المجال وفي ستر العاصي نفسه وفي بعض الأسباب المعينة على غض البصر والبعد عن الفواحش والسلامة من شر القنوات الفاسدة وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 93857، 76975، 72497، 75237، 25078.
والله أعلم.