عنوان الفتوى : وسائل الإفلات من شرر القنوات الإباحية
أنا شاب في الـ 21من عمري، أبي يدمن رؤية القنوات الإباحية التي كنت مدمنا لها إلى حدّ زمن ليس ببعيد، ولكنّي إلى الآن أجاهد نفسي على عدم رؤية هذه القنوات وأقع أحيانا إلى حدّ هذه السّاعة في رؤيتها، حاولت مع أبي بشتى الطرق غير المباشرة لنزع هذه المحرّمات من بيتنا، محوت هذه القنوات من التلفاز فأتى بتقنيّ قأرجعها، اقترحت عليه أن نغيّر اتجاه الفضائي إلى القنوات العربية، فأبى بشدة والله إنّي في حالة تأنيب ضمير شديد خاصّة إذا ضعفت وفتحت هذه القنوات،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يخفى أنك على علم بمخاطر هذه الأمور، وإنما يتعين البحث عن الحل لمشلكتك، فننصحك بالاستعانة بالله الذي لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض ليعينك على غض بصرك عن الصور المحرم نظرها، وليوفر لك جواً يساعدك على الالتزام بالدين، فعليك بالالتجاء إليه أوقات الإجابة، واحرص على الالتزام بالصلاة في المسجد مع الجماعة، والصبر على الجلوس في المساجد ومصاحبة أهل الخير فيها لعلك تجد من المستقيمين من يمكن أن يساعدك في نصح والدك حتى يقلع عن استخدام وسائل الإعلام إلا فيما يرضي الله، واحرص على الدعاء له والرفق به، ومحاورته بالحسنى ووصية من ترجى منهم استجابة الدعاء أن يسألوا الله له الهداية، ففي صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد أم أبي هريرة، فخرجت مستبشراً بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي خشف قدمي فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء، قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من شدة الفرح، قال: قلت: يا رسول الله أبشر, قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه، وقال خيراً... إلى آخر الحديث.
واحرص على أسباب العفة فتزوج بمن تستعف بها عن الحرام، وأكثر من صوم النفل، وأكثر الأذكار, واحرص على استحضار مراقبة الله دائماً، وأكثر من مطالعة كتب الترغيب والترهيب، وعليك بالحرص على الإحسان للوالد وخدمته ومخالقته بالأخلاق الحسنة، فإن دعوة الحال أبلغ من دعوة المقال، وإن حقه في البر من حق الله الذي أمر بمصاحبته في الدنيا معروفاً، قال الله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}.
واحرص على فتح القنوات المفيدة لتشغل بها الوقت عن القنوات الفاسدة؛ فإن شغل الناس بالخير عن الشر هو أمثل وسائل تغير منكرهم. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 66041، 68646، 15938، 24146، 48937، 31768، 41016، 43675، 33860.
والله أعلم.