عنوان الفتوى : تخصيص سكن مستقل للزوجة إذا كان بغير رضا والديه
أنا شاب متزوج منذ أربع سنوات، منذ هذه المدة والمشاكل بين الزوجة والأم والأخوات لا تنتهي حتى أنني لم أعد مستقرا نفسياً، فأخاف من تفاقم المشاكل وأثرها على صحتي وصحة زوجتي من جهة وأخاف من عدم إرضائي والدي خاصة أنهم يرون أنني أقف إلى جانب زوجتي مع أنني أعامل والدي معاملة حسنة وأطيعهما . وسؤالي كالتالي : - هل إذا خصصت لزوجتي سكنا خاصا مع عدم رضا الوالدين التام أعد عاصيا لهما. - وهل للزوجة الحق في الانفراد بمسكنها. - في بعض الأحيان تكون أمي في صف بناتها، وعند تدخلي لحل النزاع تكون أمي غير راضية على كلامي فهل أكون آثما إذا جادلتها مع يقيني أنها مخطئة. أريحوني جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك في تخصيص مسكن مستقل لزوجتك بل يجب عليك ذلك لها إذا طلبته، سيما مع ما يحصل لها من ضرر وأذية من أهلك ولو لم يرض والداك بذلك، فالزوجة لها حق يجب أداؤه إليها، ومن قصر فيه يكون عاصيا للمولى سبحانه، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكن ينبغي محاولة ترضيتهما وإقناعهما بفصلها واستقلالها بمسكن خاص عن مسكن الأهل لمصلحة الجميع، وانظر الفتوى رقم: 2069، 75291.
وأما جدالك لأمك فلا يجوز إن كان برفع الصوت عليها ونحوه، لكن لا حرج في نصحها وبيان الحق لها بأسلوب هين لين دون جدال أو رفع صوت، قال تعالى: فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ {الإسراء: 23-24}.
وللمزيد انظر الفتوى رقم: 43958.
والله أعلم.