عنوان الفتوى : المسكن الشرعي من حقوق الزوجة على زوجها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد أرسلت من قبل وأرسلتم لي رقم اجابتي 5289 ولكنني لم أجدها حتى الآن وكان سؤالي بخصوص اجبار زوجي لي للعيش مع أهله في نفس المنزل وله أخوان ذكور كثير وليس لي في هذا المنزل سوى غرفة صغيرة جدا لي وله وللأولاد (اثنين) فلا يوجد مكان أستطيع أن أبدي زينتي فيه له وبالتالي أثر ذلك على علاقتنا الخاصة لأنني دائمة الظهور أمامه بلبس الصلاة وهذا يجبرني أن اتجاهل وجود من في المنزل وألبس ما كنت ألبسه له ونحن في شقة بمفردنا مع العلم بأنني محجبة وما أرتديه أمامهم ليس بالشيء الذي لا يلبس ولكن مجرد أنني اظهر شعري وألبس بنطلونات وأشياء كهذي وهذا كله وأنا مجبرة لأنني أفقد زوجي مني فأصبحت حتى علاقتنا الخاصة وواجبتنا وحقوقنا لا نستطيع القيام بها خوفا من لفت انتباه أهله وأصبح شديد التأثر بأهله ولا يهمه ان كنت محجبة أمام أخواته أم لا مع العلم بأنني كنت البس ما يحلو لي قبل الحجاب ، وقد هداني الله ولا اريد إغضابه فما حكم هذا الزوج وما الذي استطيع عمله أرجو سرعة الرد واذا كان هناك آيات قرآنية يمكن قراءتها حتى أبعد أي شر عني وعن زوجي وتكون في هذه الآيات هدايه له مع ملاحظة أنني محافظة على قراءة القرآن أفيدوني أفادكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان الزوج انتقل بك إلى بيت أهله لظروف مادية ألمت به ، لا تمكنه من استئجار بيت خاص لكم ، فهو معذور في ذلك ، وينبغي لك الصبر والاحتساب إلى أن يوسع الله عليكم .
وأما إن كان غير مضطر إلى ذلك ، فقد أخطأ خطأً بيناً وعرض أهله لما حرم الله ، وهو بذلك يهدد علاقته الأسرية بالضعف والتصدع .
والواجب أن يعاشر كل من الزوجين الآخر بالمعروف ، قال تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف) [النساء :19] وقوله : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) [البقرة:228 ].
وليعلم أن الاختلاط الواقع بين إخوان الزوج وزوجه من أشد البلايا التي ابتلى بها بعض المسلمين في هذه الأزمنة ، وقد روى البخاري ومسلم من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والدخول على النساء" فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: " الحمو الموت" .
والحمو : أخو الزوج أو قريبه ، كابن العم ونحوه .
وعلى كل حال ، فظهورك أمام إخوان الزوج كاشفة لشعرك أو لابسة النبطلون منكر عظيم وإثم مبين .
وينبغي أن يعلم الزوج أنه شريك في هذا الإثم لأنه الذي دعا إلى ذلك بفعله ، إضافة إلى عدم إنكاره ، وليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالرجل راعٍ في بيته وهو مسؤول عن رعيته ". متفق عليه.
واعلمي - وفقك الله - أن حرصك على بناء الألفة والسعادة مع زوجك لا يبرر لك الوقوع في الحرام ، بل إن الوقوع في الحرام سبب لغضب الله تعالى الموجب لنكد العيش وحرمان السعادة .
وعليك بالاستمرار في نصح زوجك بالانتقال إلى بيت مستقل ، والإصرار على ذلك ، وإشعاره بالمفاسد المترتبة على بقائكم في بيت العائلة ، وأهمها المفسدة التي تدخل على الدين بالنقص ، كما سبق ، ولا بأس بالاستعانة بأهل الرأي والصلاح من أهلك أو أهله ، لتبصيره بالحق وإقناعه به .
وأكثري من ذكر الله تعالى والاستغفار ، فقد روى أبو داود وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب" .
والله أعلم .