عنوان الفتوى : فقــه التمكين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ماهوالتمكين وهل هناك مقالات عن هذا الموضوع حيث قد ذكرت كلمة التمكين فى القرآن الكريم فى عدة آيات أرجو توضيح ذلك ولكم الشكر

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالتمكين أصله في اللغة - كما قال البيضاوي -: أن تجعل للشيء مكاناً يتمكن فيه، ثم استعير للتسليط وإطلاق الأمر.
أي أنه أصبح يطلق على التملك والقدرة والمكنة، كقول الله سبحانه في ذي القرنين: (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) [الكهف:84].
أي: أقدرناه على ما يريد من الأرض، كما قال الواحدي في تفسيره، والمراد بالتمكين للإسلام: كمال ورسوخ أحكامه وسلامتها من التغيير، واستعلاؤه في الأرض ونصرة أتباعه على عدوهم.
وقد ذكر الله في القرآن أسباباً لهذا التمكين منها: الإعداد الجهادي، قال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ...) [الأنفال:60]. وجعل له شرطاً وهو الإعداد الإيماني، وعمل الصالحات، وتوحيد الله في العبادة، قال سبحانه: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور:55].
وجعل سبحانه الغاية من هذا التمكين إقامة دينه في الأرض، ونشر الخير فيها، وصرف الشر عنها، قال سبحانه: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج:41]. وذكر الله لنا في القرآن صوراً من التمكين لعباده الصالحين كسليمان، ويوسف، وذي القرنين عليهم السلام، وتراجع قصصهم في كتب التفسير.
ومن الأبحاث النافعة المتعلقة بفقه التمكين وشروطه وأسبابه ومراحله، بحث للدكتور علي محمد الصلابي بعنوان: فقه التمكين في القرآن الكريم ، من منشورات دار البيارق الأردنية فليراجع في ذلك.
والله أعلم.