عنوان الفتوى : الداعية إلى الله لا بد أن يتعرض للمصاعب والاتهامات

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا أواجه مشكلة أنا أعيش في الغرب وبعض النصارى يقولون إنني عنصري فقط لأني أدافع عن الإسلام ولأني قلت لهم إن "فعلة قوم لوط حرام في الإسلام" وإن أولئك الناس فقدوا توازن الحياة ولكن أبو أن يصغوا إلي وقالو لي إنني عنصري بل إن هنالك أيضا عربا الذين أخدوا هذا الموقف وعندما أتحدث لهم عن المرأة في الإسلام وفريضة الحجاب كلهم يهربون مني، ولكن لا أنسى أنهم رغم هذا يقولون إنني إنسان طيب الأخلاق، فما هو الموقف الذي سآخذه في هذه القضية فالحياة في الغرب شاقة والفتن كثيرة، ولكن رغم هذا على الإنسان أن يحافظ على دينه وثقافته؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

خلاصة الفتوى:

قد أحسنت بقيامك بالدعوة وعليك بالحرص على العلم النافع والتعاون مع إخوانك، ووصفك بالعنصرية أو نفور الناس عنك أمر طبيعي في سبيل الدعوة، فعليك بالصبر والحكمة والتأسي بالأنبياء عليهم السلام، ومن خشي الفتنة بالإقامة في بلاد الكفر فعليه بالهجرة إلى بلد مسلم طلباً للسلامة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت صنعاً بقيامك بواجب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تلك البلاد، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم، ونوصيك بالحرص على العلم النافع لتستطيع رد ما قد يرد عليك من شبهات، كما نوصيك أيضاً بالتعاون مع إخوانك المسلمين في هذا المجال، وحسن الخلق من الأمور المحمودة، وهو في الدعوة إلى الله أنفع لكونه قد يكون سبباً في التأثير على المدعوين.

وههنا أمر آخر مهم وهو أن الأولى في دعوة غير المسلمين التركيز على الأساس وهو جانب الإيمان، واجتناب إثارة القضايا الفرعية، فمن آمن سهل عليه أن يستوعب أمور الحلال والحرام، كما أنه ينبغي الاهتمام بالمسلمين هناك والصبر عليهم والاجتهاد في ردهم إلى جادة الصواب، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20818، 62022، 100164.

ووصفك بالعنصرية أو النفور عنك من الأمور العادية التي تواجه الداعية من قبل المدعوين، فما عليك إلا الصبر ومواصلة الجهد، ولك أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخوانه الأنبياء، فقد سبهم قومهم ووصفوهم بأبشع الألقاب وآذوهم، قال الله تعالى: كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ  {الذاريات:52}، وقال سبحانه: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ  {الأنعام:34}، والإقامة في بلاد الكفر تنطوي على كثير من أسباب الفتنة، ومن هنا فمن كان يخشى على نفسه الفتنة بالإقامة هنالك فيجب أن يهاجر إلى بلد مسلم يقيم فيه فيقي نفسه تلك الفتن.

والله أعلم.