عنوان الفتوى : دعوة النصارى إلى الإسلام
في بعض الأحيان تأتي لي الفرصة لأعرض الإسلام و لكن لا أعلم ماذا أقول ! فكيف أعرضه في دقيقة؟ وماذا أقول للمسيحي وغير المؤمن بأي شيء؟ و جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن تعلم أولا أن الدعوة إلى الإسلام أمر بالغ في الأهمية، فقد جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأن يهدي الله بك رجلا واحد خير لك من حمر النعم". وفي رواية: "خير لك من الدنيا وما فيها".
والدعوة إلى الله تستحق من العناية والوقت والجهد ما ليس بالقليل.
ودعوة النصارى إلى الإسلام تقوم على دعامتين:
الأولى: بيان حقيقة الإسلام، وأنه دين الرسل جميعا، فالرسل يصدق بعضهم بعضا، ودين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدق لما قبله مما جاء به موسى وعيسى وإخوانهم الأنبياء من قبل.
فهذه الحقيقة لا بد من بيانها للنصارى، وأن عيسى عليه السلام جاء مبشرا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، والأناجيل الموجودة اليوم -على ما فيها من تحريف- لا تزال تشهد بهذا.
فلا بد أن يبين للنصارى أن كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم كفر بما جاء به عيسى عليه السلام.
وعند بيان حقيقة الإسلام للآخرين لا بد من بيان الأمور الآتية:
الأول: موافقة الإسلام للفطرة.
الثاني: موافقة الإسلام للعقل الصحيح، فالنظر الصحيح في الكون يقضي بأن يكون لهذا الكون إله واحد، كما قال الله عز وجل: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا{الأنبياء:22}.
الثالث: دلائل صدق النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعظم ذلك القرآن المحفوظ من التبديل والتحريف على تعاقب الأزمان، وما يثبته العلم الحديث كل يوم من صدق حقائق القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يرعى الغنم بمكة.
الرابع: بيان محاسن الشريعة الإسلامية ومميزاتها.
والدعامة الثانية التي تقوم عليها دعوة النصارى إلى الإسلام: بيان الباطل الذي هم عليه وتزييف العقائد الباطلة التي يعتقدونها، وإظهار نقاط الضعف في عقيدة النصارى وما أكثرها، وقد سبقت فتوى مفصلة في هذا الموضوع برقم: 10326 فلتراجع، فإن فيها غنية إن شاء الله.
وينبغي أن تعلم أن من يريد جدال الكفار وإظهار باطلهم، لا بد أن يتسلح بالعلم، وإلا كان ضره أكثر من نفعه.
وقد يقنعونه بما عندهم من الباطل إذا لم يكن متسلحا ومتحصنا بالعلم.
والله أعلم.