لا يضرك من ضل - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
إذا بذلت وسعك في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإيصال كلمة الله فلا يضرك من اهتدى ممن لم يهتد بل احرص على الاستقامة والعمل بما أمرت به من معروف والانتهاء عما نهيت عنه من منكر ولن يضرك من انتكس ولن يؤثر فيك من أعرض ما دمت أنت على الهدى .فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك .
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [المائدة 105] .
قال السعدي في تفسيره يقول تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ } أي: اجتهدوا في إصلاحها وكمالها وإلزامها سلوك الصراط المستقيم، فإنكم إذا صلحتم لا يضركم من ضل عن الصراط المستقيم، ولم يهتد إلى الدين القويم، وإنما يضر نفسه.
ولا يدل هذا على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يضر العبدَ تركُهما وإهمالُهما، فإنه لا يتم هداه، إلا بالإتيان بما يجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
نعم، إذا كان عاجزا عن إنكار المنكر بيده ولسانه وأنكره بقلبه، فإنه لا يضره ضلال غيره.
وقوله: { إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا } أي: مآلكم يوم القيامة ، واجتماعكم بين يدي الله تعالى.
{ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } من خير وشر.
أبو الهيثم