عنوان الفتوى : المصافحة عند اللقاء ومتى تكون القبلات والعناق
كما تعلمون فإن الإسلام أمر بالسلام والمصافحة، أنا موظفة وأرى أن جميع الموظفات يقبل بعضهن البعض في كل صباح، وبصراحة فإني لا أحب هذه العادة وأكتفي بالسلام فقط، والقبلات والأحضان في اعتقادي جميلة في المناسبات والأعياد فقط وليست كل يوم أقبل فلانة وعلانة، والعجيب أنهن لما يقابل بعضهن البعض يبتدئون بالأحضان ولا يمدون اليد كما أمر الإسلام، في وجهة نظري هذه السمات ليست من سمات المسلمين ويقولون لي بأني ليست لدي أخلاق، وعلما بأني لا أجامل ولا أنافق أحدا ولا أحب المجاملات والنفاق أبداً وصريحة جداً ولا أكوّن علاقة صداقة مع أحد لا مع رئيسة قسم ولا مديرة من أجل الترقية أو رفع المستوى الوظيفي ومقتنعة برزقي ومؤمنة بأن الرزاق هو الله الواحد الأحد، كما يقول سبحانه (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل من بعده وهو العزيز الحكيم)، فهل معنى ذلك أني ليست لدي أخلاق مثل ما يقولون، فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.
خلاصة الفتوى:
الاقتصار على المصافحة في اللقاءات العادية هو السنة ولا مانع من المعانقة والتقبيل في المناسبات.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السنة أن يصافح المسلم أخاه إذا لقيه في الحالات العادية لقوله صلى الله عليه وسلم: ..إن المسلم إذا صافح أخاه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر. رواه البزار وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وأما التقبيل والاعتناق... لغير مناسبة فقد نص أهل العلم على كراهته وذلك لما رواه الترمذي وحسنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه أينحني له؟ قال: لا، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: لا، قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم.
وأما في المناسبات (الأعياد وغيرها) فلا مانع من الاعتناق وتقبيل الوجه.. بغير شهوة وذلك لما رواه الترمذي: أن زيد بن حارثة قدم المدينة فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه، فاعتنقه وقبله. رواه الترمذي. وعلى ذلك فإن ما تفعلين من الاقتصار على المصافحة في الأيام العادية هو السنة وهو الصواب الملائم للشرع والطبع، لما في تكرار المعانقة والتقبيل بغير مناسبة من التكلف والحرج المرفوع شرعاً.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 34604، والفتوى رقم: 98506.
والله أعلم.