عنوان الفتوى : اجتماع الرجال والنساء لتحري ليلة القدر
أخوات متزوجات وغير متزوجات ونفس الشيء للرجال يعملون في جمعية خيرية، لكن أوقات النساء وحدهم لا يخالطون الرجال إلا إذا كان اجتماع، سؤالي في رمضان يجتمعون في أحد البيوت ليلة 27 رجالا ونساء، الرجال في الطابق العلوي والنساء في السفلي ويحيون هذه الليلة بالصلاة وذكر ودروس ليس لأنها هي بالضبط ليلة القدر يعلم الجميع أنه يجب تحريها في العشر الأواخر، يقيمون هذه الليلة بنية تحريها كما هو الشأن في ٢١و٢٣و٢٥و٢٧و٢٩، وكذلك بنية اجتماع عائلي، وكي تتمكن بعض أخواتنا التي لا يتيسر لهن الذهاب للمسجد بسبب الأطفال كي نمسك لهن أطفالهن (يعني تمسكهن اللاتي بهن الحيض، ولما ننتهي من القيام نجلس للأكل للوليمة التي اقترضنا في فلوسها، فهل هذا العمل بدعة أم سنة حسنة؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن التماس ليلة القدر في العشر الأواخر أمر مرغب فيه لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأجر في قيامها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه.
وأما تخصيص ليلة سبع وعشرين أو غيرها من الليالي بما ذكرته من اجتماع الرجال والنساء، وأنهم يحيون تلك الليلة بالصلاة والذكر والدروس على الوجه المذكور بما فيه الوليمة المشار إليها، فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه عن عائشة. وقال صلى الله عليه وسلم: وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. رواه أبو داود عن العرباض بن سارية.
قال الشاطبي: ومنها -أي البدعة الإضافية- التزام الكيفيات والهيئات المعينة... ومنها: التزام العبادة المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة. انتهى.
ومن ذلك تعلمي أن هذا الفعل هو من البدع التي لم ترد في الشرع، والواجب تجنبه.
والله أعلم.