عنوان الفتوى : الدين أصل الخلق ومصدره
أرغب في الزواج من عائلة من معارفنا وعندهم بنتان إحداهما على مستوى عال جدا من الأخلاق والتعامل مع الناس وسمعت أنها قادرة على تحمل مسؤوليات الحياة بشكل كبير لكنها غير ملتزمة ولا تلتزم بالحجاب الشرعي الذي أحب أن يكون في زوجتي وتتابع الأفلام والمسلسلات والقنوات الغنائية التي أرفض أنا مجرد وجود مثل هذه القنوات في منزلي -بمعنى أنها غير ملتزمة أبدا- والفتاة الأخرى أصغر منها ملتزمة كما أريد وتحفظ القرآن ولكنها انطوائية جدا لا تعرف أحدا ولا تكلم أحدا ولا تخرج من المنزل إلا للضرورة حتى وإن خرج أهلها كلهم تبقى هي وحدها في المنزل لا تذهب لأي مكان بالإضافة إلى أنها عصبية وأهلها يتضايقون منها كثيرا ربما لأنهم غير ملتزمين لا يتفقون معها لا اعرف سبب تضايقهم منها ولكن ما عرفته أنهم لا يحبون الجلوس معها، وأحد أقاربي وهو زوج أختها الكبرى نصحني بأن لا أتزوج من الملتزمة وأخبروني أن التي تكبرها أفضل منها . فما رأي الشرع في ذلك؟ أفيدوني وجزاكم الله خير الجزاء..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المطلوب في المرأة التي يحرص الشاب المسلم على اختيارها زوجة له، هو أن تكون مرضية في دينها وفي خلقها، والدين والخلق لا يفترقان -في الغالب- إلا في حالات نادرة وشاذة، وما ذكرت عن الفتاة المتدينة ليس دليلا على سوء خلقها، وربما كان خلافها مع أهلها سببه التزامها بدينها، فينغي لك أن تتحرى عن خلقها فإذا ثبت لديك أنها سيئة الخلق فالأفضل هو البحث عمن تتصف بالخلق والدين، وإذا كان لابد من اختيار إحداهما فإن صاحبة الدين مقدمة، لأن الدين هو أصل الخلق ومصدره، فيرجى أن يتحسن خلقها، فننصحك بالمتدينة، والله نسأل أن يرشدك للخير، وأن يوفقك لمن تعينك على أمر دينك ودنياك.
والله أعلم.