عنوان الفتوى : هل يُرد الرجل لعدم الإعجاب بمهنته؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله والسلام عليكم أريد استشارتكم في أمري الذي أتعبني التفكير فيه.أرجو أن تجعلني في مقام ابنتك فماذا سيكون ردك.أنا مخطوبة لقريبي ولكن هناك فارق مادي كبير وليس في قلبي ميل إليه قبلت به لأني علمت أنه متدين ويحفظ القرآن ولكن في فترة الخطوبة تبينت أنه ليس بالمستوى الذي تمنيته من التدين وتفلت منه معظم ما يحفظ رغم أنه ينوي مراجعته . وهو الآن بأمريكا بغرض التحضير، ويعمل سائقا لتاكسي لتوفير ثمن الدراسة وعمله هذا لا يروق لي إطلاقا مما يجعلني أحس بالتعالي عليه وأحس أنه لن يوفر لي مستوي معيشي كالذي أعيش ولا يقرب منه وأنني لن أكون سعيدة معه... فماذا أفعل هل أفسخ الخطبة أم أنني بهذا سأظلمه أفيدوني جزاكم الله خيرا

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك ، وأن يقدر لك ما فيه الخير والصلاح.
ثم إننا ننصحك بأن ترضي بهذا الرجل ، وأن توطني قلبك عليه إذا كان مرضيا دينا وخلقا ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض."رواه الترمذي وغيره.
وإن أكبر ما يستحوذ على اهتمام الزوجين ويحسبان له كل حساب عندما يختار أحدهما الآخر ، هو ما يتوقع أن يكون أضمن لتحصيل السعادة الزوجية والحياة المستقرة.
ولا شك أن الزوج المتدين الذي يخاف الله تعالى ، ويعلم ما أوجب عليه من حقوق ، وما حد له من حدود ، أحرى أن تحصّل معه المرأة السعادة الزوجية والحياة المستقرة المنشودتين ، ولو كان ذلك الزوج فقيراً.
ويقال مثل ذلك في المرأة ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك." رواه البخاري ومسلم.
وربّ زوج غني غير تقي أذاق زوجته مر الحياة ، وسامها سوء العذاب ، وتعالى عليها وتكبر. فالحاصل أن الرجل إذا كان مرضيا دينا وخلقا ، فعليك أن تتقي الله تعالى وترضي به ، ولا تعلقي قلبك بخيالات الحياة وتنبؤات المستقبل. ولا تتعالي على هذا الرجل بغير حق ، ولاتنظري إلى الفرق المادي الذي بينكما -كما زعمت - فإن المال يطرأ ويزول ، فكم من شخص أمسى غنيا وأصبح فقيراً ، والعكس كثير.
وكون هذا الرجل يعمل سائق "تاكسي" غير قادح فيه ، بل إنه يبعث على الإعجاب به ، ويدل على سلامة تفكيره ، فقد فضل أن يعمل عملا مباحاً يوفر به ما يحتاجه لدراسته ، وتدبير شؤونه ، على الكسل والخلود إلى الراحة والتكبر المذموم شرعاً وطبعاً.
وأخيراً نجعل نصب عينيك قوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [البقرة: 216] ، وهذا يؤكد عليك أن تكثري من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى ، أن يشرح صدرك لما فيه الخير .
ولا ينبغي أن تقدمي على شيء من أمرك حتى تصلي صلاة الاستخارة ، فما خاب من استخار.
والله أعلم.