أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاج العصبية والتوتر والوساوس القهرية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر بآلام شديدة في بطني وإمساك قد يصل 10 أيام، وذهبت كثيراً للمستشفى ولا يوجد أي مرض معين، وأحس بالكثير من الأرق، وعدم القدرة على النوم، بالإضافة لحب العزلة، وعصبية المزاج، والبكاء بدون سبب، وملل من كل شيء حولي، وربما كرهت والدتي، ولا أجد رغبة لفعل شيء، وقلة إنتاجيتي، وربما سوء أخلاقي، وكثرة مشاكلي مع من حولي من أهل بيتي، حتى الصلاة أوسوس فيها، فكثيراً ما أعيد سجود السهو، مع حمى مفاجئة دائماً، والشرود الذهني العجيب، وحب أو عشق لإحدى محارمي، بالرغم من أنها متدينة.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك فيما تقدمه.
الأعراض التي ذكرتها تحمل سمات الاكتئاب والقلق، وهنالك ما يعرف بالاكتئاب القلقي، أما بالنسبة للوساوس فهي تنضوي تحت القلق النفسي، وأعتقد أن الوساوس التي لديك هي وساوس ثانوية.
سيكون من الضروري في نظري أن تتناول أحد الأدوية الجيدة والمفيدة لعلاج الوساوس القهرية والاكتئاب النفسي، والدواء الذي أراه جيداً وفعّالا جدًّا في حالتك هو العقار الذي يعرف تجارياً (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما ليلاً وتستمرعليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفّض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً وتستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى.
هذا الدواء - إن شاء الله تعالى - سوف يساعدك كثيراً في إزالة الاكتئاب، وإن شاء الله تختفي أيضاً أعراض الجهاز الهضمي.
أما بالنسبة للعصبية والتوتر ففي نظري هي ناتجة أيضاً من القلق، وسوف يفيدك هذا الدواء، وأنت قد نعتّ نفسك بسوء الخلق، فأرجو ألا تكون كذلك، فقد تكون مجرد عصبية وتوتر وسرعة في الانفعال كجزء من القلق النفسي، وفي هذا أيضاً سوف يساعدك هذا الدواء كثيراً، ولكن بالطبع أيضاً أدعوك لئن تتذكر مكارم الأخلاق، وأن تكون من الكاظمين الغيظ ومن العافين عن الناس، وأن تكون من المحسنين؛ لأن الله يحب المحسنين، تذكّر هذا - وإن شاء الله - سوف تجد وبمساعدة العلاج أن هنالك تغيرات كثيرة حصلت في حياتك، وهذه التغيرات أحسبها ستكون إيجابية - إن شاء الله تعالى -.
يأتي بعد ذلك أمر تنظيم النوم لديك، والدواء سوف يساعدك نسبياً في ذلك، ولكن من الضروري أن تحسن الصحة النومية لك وذلك بممارسة الرياضة، فالرياضة تعتبر ضرورية جدًّا، وحسب ما وصفت الكلية الأمريكية للأطباء الباطنين لابد للإنسان أن يمارس الرياضة بمعدل خمسة وأربعين دقيقة يومياً أو على الأقل بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، ورياضة المشي هي من أفضل أنواع الرياضات التي تساعد في تحسين النوم وكذلك سوف تساعدك في أعراض اضطراب الجهاز الهضمي.
أيضاً حاول أن تتجنب النوم النهاري، ولا مانع من القيلولة الشرعية والتي هي ما بين نصف ساعة إلى خمسة وأربعين دقيقة.
وأرجو أيضاً ألا تتناول أي مشروبات تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والبيبسي، توقف عن تناول ذلك بعد الساعة السادسة مساء، وأرجو أيضاً أن تثبت وقت النوم وذلك بأن تذهب إلى الفراش في وقت معلوم، وكن حريصاً على أذكار النوم، هذا - إن شاء الله تعالى – سوف يساعدك كثيراً في تحسين نومك.
أما بالنسبة لوساوس الصلاة فإن شاء الله هذا الدواء (سبرالكس Cipralex) سوف يساعد في القضاء على الوساوس، ولكن الذي أنصحك به هو أن تراقب نفسك جيداً، وأن تعزم على ألا تعيد وألا تكرر، وعلماؤنا الشرعيون - جزاهم الله خيراً - قد أفتوا بأن صاحب الوساوس - إن شاء الله تعالى – لا حرج عليه، وعليه ألا يتبع وساوسه.
والإنسان حين يحقر الوساوس ولا يعطيها اهتماماً ويعمل على ما هو ضدها سوف تختفي - إن شاء الله تعالى – تماماً.
أما بالنسبة للشرود الذهني فهو جزء من القلق والتوتر والنصائح التي أسلفناها مع تناول الدواء سوف تساعدك في إزالته - إن شاء الله تعالى - .
ذكرت أنك تعشق أو تحب إحدى محارمك بالرغم من أنها متدينة، فإذا كانت متدينة أو غير متدينة يجب ألا تصل مطلقاً مشاعرك الوجدانية حولها لمرحلة الحب والعشق، فإن هذا لا يجوز وهذا حقيقة لعب بالنار – كما يقولون – ولابد أن تضع لنفسك ضوابط، ولابد أن تتذكر أن الضوابط الشرعية هي أفضل الضوابط في مثل هذا المقام، فعليك الابتعاد تماماً عن الاتصال بها أو الجلوس معهان وإذا خطر ببالك هذا الخاطر فتعوذ بالله من الشيطان، وغير وضعيتك واشتغل بعمل مفيد أو بالتسبيح والاستغفار.
وعليك بالدعاء وأن تسأل الله تعالى أن يرفع عنك هذه المشاعر القبيحة، ولكن بالطبع أنت رجل مرتبط بالواقع وتستطيع أن تتحمل مسئوليتك حيال نفسك، أي أن مشاعرك يمكن أن تتحكم فيها، وذلك بعد أن تتيقن من غلظة وخطورة هذا الأمر، فإن هذا أمر لا يجوز فلابد أن تغير فكرك نحوه ولابد أن تغير مشاعرك.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الاستشارات التالية:
علاج الوساوس سلوكياً : ( 262448 - 262925 - 262925 - 261359 - 262267 ) الرقية الشرعية: ( 237993- 236492-247326 )، العصبية: ( 276143 - 268830 - 226699 - 268701 )
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
مررت بضغوط عصبية ونفسية سببت لي خوفًا وقلقًا، فما الحل؟ 2236 الأربعاء 19-08-2020 02:31 صـ
أعاني من وسواس الموت الذي تحول إلى وسواس قياس نبضات القلب! 1691 الاثنين 17-08-2020 03:07 صـ
صديقي ومشكلته مع الوسواس 1745 الثلاثاء 11-08-2020 12:39 صـ
تراودني أفكار وساوس قهرية حول نفسي، فما العمل؟ 964 الأحد 09-08-2020 02:33 صـ
أعاني من وسواس قهري حتى في العبادات، ما الحل؟ 916 الأحد 09-08-2020 05:28 صـ