أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : مشكلة الحشرجة والاضطراب في الصوت عند التعامل الاجتماعي .. والثقة بالنفس
أعاني من مشاكل في صوتي منذ عهد بعيد، إذ أنه يتحشرج أو بتفصيل أكثر يرتعش كصوت الإنسان الخائف عندما أتحدث في غالب الأوقات!
لا أستطيع تعيين الأوضاع التي يحدث فيها هذا، ولكني لا أستطيع مناداة شخص بعيد أو حتى الرد بصوت عال على شخص بعيد علماً بأني كثيراً لا أتحكم في درجة الصوت وحدته.
وأعاني كثيراً عند تقديم سمنار (نسبة لطبيعة عملي ألزم بتقديم الكثير من السمنارات) فكل ما أحس به هو اختناق وجفاف في الحلق.
حاولت استشارة أطباء ولكني لم أواصل المشوار، وعلى حد قول الطبيبة إن حبالي الصوتية بخير.
أعاني من هذا كثيراً مما يؤدي إلى حصولي على تقييم سيء في الأداء بالإضافة إلى الضيق النفسي، إذ يظن الكل أني خائفة ولا أمتلك الشجاعة الأدبية، مما أنقص من ثقتي بنفسي، علماً بأني كنت في المرحلة الابتدائية من أفضل المؤدين، ودائماً ما تختارني مرشدة صفي لإلقاء كلمة في الزيارات الخارجية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nora حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
نستطيع أن نقول: إن هذه الحشرجة في الصوت وعدم القدرة على الاسترسال في الكلام في أوقات وظروف اجتماعية معينة هو دليل على أن لديك قلقاً بسيطاً، وهذا القلق يسمى أحياناً بـ (قلق الرهاب الاجتماعي)، وهذه الحالة يمكن أن تكون شديدة أو متوسطة أو بسيطة، وحالتك من الواضح أنها من الحالات البسيطة جدّاً.
هنالك حقيقة أود أن أؤكدها لك أولاً وذلك استناداً على الأبحاث العلمية أنه لا أعتقد مطلقاً أن الحشرجة في صوتك بالسوء الذي تتصورينه؛ لأن الذي اتضح ودون أي شك بعد متابعة الكثير من الحالات هو أن صاحب القلق والخوف الاجتماعي دائماً يقلل من مقدراته ويتحسس ويتلمس علله بصورة مبالغ فيها، فهذا جانب مهم جدّاً.
والجانب الثاني الذي أود أن أؤكده لك: أن الآخرين لا يلاحظون هذا الاضطراب في الصوت بالصورة التي تتخيلينها، فهذا أيضاً يجب أن يكون أمراً مستوعباً بالنسبة لك؛ لأن في ذلك الكثير من الراحة النفسية حين تتفهمين طبيعة هذه الظاهرة.
يأتي بعد ذلك طرق العلاج، هنالك عدة طرق:
أولاً: بما أن الخوف الاجتماعي -مهما كانت درجته- هو نوع من القلق فإنه يُعالج عن طريق الاسترخاء، والاسترخاء يمكن أن يتدرب عليه الإنسان بمساعدة أحد الأخصائيين النفسيين أو بالحصول على أحد الأشرطة والكتيبات التي توضح كيفية القيام بالاسترخاء، وفي أبسط صوره:
• يمكنك أن تستلقي في مكان هادئ ولا يوجد به أي إزعاج.
• وتصوري أنك في حالة استرخاء وهدوء كامل.
• ثم أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً.
• ثم خذي نفساً – عملية الشهيق - بقوة وببطء حتى يمتلئ الصدر وترتفع البطن قليلاً.
• ثم بعد ذلك أمسكي على الهواء في الصدر لمدة خمس ثوانٍ.
• ثم بعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم – عملية الزفير - بكل قوة وبطء.
كرري هذا التمرين خمساً إلى ست مرات بواقع مرتين في اليوم، فهذه التمارين تمارين أساسية وضرورية جدّاً للوصول إلى حالة من الاسترخاء النفسي والذي يساعد كثيراً في المواقف الاجتماعية.
ثانياً: أرجو أن تقومي بتمارين في البيت ومن خلال هذه التمارين يمكنك أن تقومي بقراءة موضوع صغير أو قطعة نصية بصوت هادئ وبإخراج جيد للكلمات وتقومي بتسجيل هذه المقطوعة، ثم بعد ذلك تستمعين إلى ما قمت بتسجيله، فقد وجد أنه يرفع الثقة لدى الإنسان وفي نفس الوقت يجعلك تلاحظين بصورة أقوى نقاط الضعف والعلة حتى تحسني منها.. قومي بهذا التمرين يومياً.
ثالثاً: المرحلة الثانية هو التطبيق العملي أمام مجموعة من الناس، وذلك بأن تقومي بإلقاء نفس الموضوع أمام بعض من أهلك وصديقاتك والأشخاص الذين ترينهم مألوفين لديك، فهذه خطوة سوف تكون إيجابية جدّاً وسوف تقلل من القلق - إن شاء الله تعالى -
رابعاً: عليك أن تتأملي أنك أمام مجموعة كبيرة جداً من الناس أو أنك في مناسبة اجتماعية وقد طلب منك أن تقومي بإلقاء كلمة أمام الحضور.. عيشي هذا الموقف بكل تأمل وبكل دقة.
خامساً: لقد وجد أن قراءة القرآن الكريم بترتيل وإخراج جيد للأحرف تساعد في مثل هذه الحالات فأرجو أن تستعيني بإحدى الأخوات المجودات للقرآن الكريم، وتبدئين معها في مخارج الحروف ومن ثمَّ التعود على إخراج الكلمات بصورة طيبة.
هنالك من يستفيد أيضاً من أخصائي التخاطب، فأخصائي التخاطب يساعد في إخراج الحروف ويساعد في المدى الصوتي ويساعد في ربط العلاقة بين التنفس والكلام، فالكثير من الناس يعيب عليهم الكلام لأنهم لا يستطيعون أخذ النفس المطلوب قبل بداية الكلام.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي والذي أعتقد أيضاً أنك سوف تستفيدين منه؛ لأنه مفيد جدّاً خاصة إذا تناولت الدواء وطبقت الإرشادات السلوكية السابقة، ومن أفضل الأدوية التي تساعد في علاج القلق الذي يؤدي إلى مثل هذه الحالة العقار الذي يعرف باسم (زيروكسات)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام – نصف حبة – ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجرام – حبة كاملة – واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام لمدة شهرين، ثم يمكنك التوقف عنه.
هذا الدواء من الأدوية الطيبة وغير إدماني وهو سليم جدّاً وسوف تجدين منه فائدة كبيرة.
أرجو أن تطبقي كما ذكرت الإرشادات السابقة وأن تعيدي ثقتك في نفسك وسوف ترجع الأمور كما كانت خاصة أنه – الحمد لله – لديك المقدرات المعرفية ولك تجارب إيجابية جدّاً في إلقاء الكلمات وفي الزيارات الخارجية، وعليه أرجو أن تعيدي ثقتك في نفسك – كما ذكرت لك – وهذه الحالة يمكن معالجتها تماماً، وهذا الشعور بالاختناق والجفاف في الحلق وغيره هي كلها حقيقة أعراض أساسية لقلق الرهاب الاجتماعي، ووصيتي الأخيرة لك مرة أخرى أن تتناولي الدواء لأنه سوف يفيدك كثيراً.
وبالله التوفيق.
====================
ولمزيد الاستفادة عليك بقراءة التالي. 259576 - 261344 - 263699 - 264538 )، تقوية الثقة بالنفس: ( 265851 - 259418 - 269678 - 254892).
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
رهاب اجتماعي عالجته بدون دواء لكن دون فائدة! | 1909 | الثلاثاء 18-08-2020 05:34 صـ |
أشعر بالخوف حتى وأنا بين أقاربي وفي منزلي.. أرشدوني | 1480 | الاثنين 17-08-2020 03:29 صـ |
كيف أتخلص من الاكتئاب؟ | 1582 | الاثنين 17-08-2020 04:14 صـ |
أصبت بالرهاب الاجتماعي بعد رجوع ثقتي.. أريد دواء | 899 | الاثنين 17-08-2020 04:07 صـ |
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |