أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيفية التخلص من الاكتئاب وأفضل الأدوية المناسبة له
أعاني من اكتئاب متكرر منذ سنوات، ذهبت إلى طبيب نفسي، وتقريباً جربت جميع الأدوية النفسية، لكن لم أتحسن بالصورة المطلوبة، لا أدري هل كتب عليَّ أن أعيش مع الاكتئاب طول العمر؟ ماذا أفعل؟ الآن أتناول دواء Zelax عيار 20 بمعدل حبة ونصف يومياً، مع العلم أني ناجحة في حياتي وعلاقاتي، وأحب الحياة، لكن تنتابني أفكار خطيرة، وتزداد هذه الأفكار مع ضغط الدراسة، فأنا أكمل الماجستير، ولي ولدين فأخاف عليهم، وفي نفس الوقت أخاف أن أؤذيهم، أرجوكم أفيدوني بالنسبة للدواء وآثاره ومدى فاعليته؟ وبماذا تنصحونني؟
أرجوكم لا تتأخروا بالرد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي أستطيع أن أستشفه من رسالتك هو أنك تعانين من اكتئاب نفسي مع أعراض للوسواس القهري، والأفكار الخطيرة التي وصفتها بأنها تسبب لك إزعاجاً خوفاً من أنك تقومي بإيذاء أبنائك، هذه أفكار وسواسية، الوسواس يتسلط على الإنسان، وقد يكون محتوى الأفكار مثل هذه الأفكار التي تنتابك، وأنا حقيقة أود أن أؤكد لك أنه وبفضل من الله تعالى محتوى الفكر الوسواسي أو الفعل الوسواسي، حين يكون ذا طابع عنيف، لا يُطبقه الإنسان ولا يتبعه؛ لأن أصحاب الوساوس أصلاً توجد لديهم مكونات وشفرة الفضيلة، والقيم السامية عالية جدّاً، وعلماء النفس يقولون دائماً: إن أصحاب الوساوس لديهم الأنا العليا مسيطرة، والأنا العليا دائماً هي التي تدعو إلى الفضائل، فأرجو أن تطمئني من هذه الناحية.
الناحية الثانية: أنت ذكرت أنك جربت جميع الأدوية النفسية، وأنا أقول لك: إن الأدوية النفسية هي جزء من العلاج للاكتئاب، لا نستطيع أن ننكر ذلك؛ لأن المسببات البيولوجية للاكتئاب والوسواس القهري أصبحت الآن مثبتة لدرجة كبيرة، وأعني بالأسباب البيولوجية كيمياء الدماغ، هنالك أدلة ومؤشرات نستطيع أن نقول: إنها يقينية تشير إلى أن الذين يعانون من هذه الحالات – أي: الاكتئاب أو الوساوس أو القلق وحتى المخاوف – لديهم سوء في توازن ما يسمى بالمرسلات أو الناقلات العصبية، ومن هذه المواد مادة النورأدرانلين ومادة السيروتونين ومادة الدوبامين، بكل أسف لا يمكن قياس هذه المواد في أثناء الحياة، في أثناء الحياة هنالك فحوصات تعطي مؤشرات غير مباشرة، وبعد الموت حين أُخذ عينات من أدمغة الذين كانوا يعانون من هذه الحالات، اتضح فعلاً أنه لديهم ضعف في استشعار الخلايا التي تؤدي إلى إفراز هذه المواد، ونعرف أن الأدوية الموجودة الآن كلها تعمل من خلال تنشيط هذه المواد.
هنالك نقطة هامة جدّاً فيما يخص العلاج الدوائي، العلاج الدوائي يتطلب الصبر، يتطلب الاستمرارية، يتطلب أن تكون الجرعة صحيحة، وبالطبع يتطلب أيضاً التعامل مع الطبيب الصحيح متى ما كان ذلك متيسراً.
الأدوية متقاربة جدّاً ومتشابهة جدّاً، والدواء الذي ذكرته وهو زيلاكس (Zelax)، هذا اسم تجاري وغير معروف بالنسبة لي، ولكن بما أن الجرعة أو العيار هو عشرين مليجراماً، هذا قد يكون (باروكستين Paroxetine) – وهذا هو الاسم العلمي – الذي يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، أو ربما يكون (فلوكستين Fluoxetine) – وهذا هو اسمه العلمي – الذي يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، أو ربما يكون (استالوبرام Escitalopram) – وهذا هو اسمه العلمي – الذي يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex)، أو ربما يكون (ستالوبرام Scitalopram) – وهذا هو اسمه العلمي – الذي يعرف تجارياً باسم (سبرام Cipram).
فالدواء هو أحد هذه الأدوية، وأنا أقول لك: أيّاً كان هذا الدواء، فهو دواء فعال وممتاز لعلاج الاكتئاب النفسي، وكذلك الوساوس القهرية، ما دام الدواء من فصيلة الأدوية التي تعمل على تثبيط استرجاع السيروتونين بصورة انتقائية، أي أنها تمنع رجوع السيروتونين حتى يظل موجوداً ما بين الموصلات العصبية، ويحدث نوعاً من التشبيع لهذه الموصلات العصبية، مما يؤدي إلى زوال الاكتئاب أو الوسواس.
النقطة التي أود أن أؤكد عليها أن الدواء إذا كان هو الفلوكستين – البروزاك - الجرعة التي تحتاجينها هي ثلاث حبات - أي: ستين مليجراماً – في اليوم، وإذا كان هو باروكستين – أي: الزيروكسات – فالجرعة التي تحتاجينها أيضاً هي ستين مليجراماً في اليوم.
أما إذا كان الدواء هو سبرالكس – أي: استالوبرام – فأنت في حاجة إلى جرعة ثلاثين مليجراماً، وهي الجرعة التي تتناولينها الآن، وهي كافية جدّاً.
أما إذا كان الدواء سبرام – أي: ستالوبرام – فهنا يجب أن تكون الجرعة أيضاً ثلاث حبات – أي: ستين مليجراماً – في اليوم.
هذه هي الجرع العلاجية المطلوبة في مثل حالتك، وأنت محتاجة لدواء واحد ليس لكل هذه الأدوية بالطبع، فأرجو أن تعدلي الجرعة حسب ما ذكرته لك، وإن أردت أن تتواصلي معي مرة أخرى، وتعطيني الاسم العلمي للدواء، سوف نقوم أيضاً إن شاء الله بإفادتك حسب ما هو مطلوب.
الأمر الضروري والمهم جدّاً هو أن تظلي على الجرعة العلاجية لمدة عام على الأقل، هذا مهم جدّاً، بعد ذلك ابدئي في التخفيض التدريجي للجرعة، وهي أن تنقصيها بمعدل ثلثي الجرعة، وتظلي على هذه الجرعة كجرعة وقائية لمدة عام آخر، ثم بعد ذلك تناولي نصف الجرعة فقط لمدة عام ثالث، ثم ثلث الجرعة لعام رابع وهكذا.. هذه هي الطريقة العلمية الجيدة.
في بعض الأحيان قد نضيف أدوية مدعمة للدواء الأصلي أو الأساسي، وهذه الأدوية المدعمة تختلف من حالة إلى حالة، ومعظمها أدوية مضادة للقلق أو أدوية مضادة للذهان، ولكنها تعطى بجرعات صغيرة، أو أدوية مثبتة للمزاج.
أنا أريدك أن تقاومي هذه الوساوس، أن تحقريها تحقيراً شديداً، وكما أكدت لك أنك إن شاء الله لن تتبعيها، وهذا مثبت علمياً، ونصيحتي الأخرى لك هي أن تكوني إيجابية في تفكيرك، أن تهتمي بزوجك وبيتك، وأن تتواصلي اجتماعياً، وأن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن متى ما كان ذلك متيسراً، العمل التطوعي حقيقة أيضاً يُشعر الإنسان بالرضى وبكينونته، ولا شك أن فلسطين المحتلة في حاجة إلى ذلك.
أنا سعيد أنك قد وصلت إلى مراحل مرموقة في الدراسة، وهنالك أشياء جميلة جدّاً وإيجابية في حياتك، فأرجوك أن تتذكريها وتسعي إلى تطويرها؛ لأن هذه هي الطريقة التي تقلص من الفكر المعرفي السلبي؛ لأن الفكر المعرفي السلبي هو المشكلة الأساسية في الاكتئاب النفسي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك كثيراً على تواصلك معنا في إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
تداويت للتخلص من الاكتئاب ولكن لم أشعر بالتحسن | 1328 | الأحد 09-08-2020 06:15 صـ |
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ | 3060 | الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ |
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ | 3581 | الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ |
أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية. | 4570 | الثلاثاء 21-07-2020 06:18 صـ |
ما علاقة دواء فافرين بالحكة الجلدية؟ | 1305 | الاثنين 20-07-2020 04:07 صـ |