أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : المداومة على الزيروكسات مع رفع الجرعة لتفادي الآثار الجانبية المصاحبة له

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أتناول السيروكسات منذ شهر ونصف، وذلك بمعدل نصف حبة أول 3 أسابيع ثم حبة كاملة، والحمد لله وجدت فائدة ولكن بنسبة ضئيلة، فهل مفعول العلاج كاف لمدة شهر ونصف أو أنتظر قليلاً؟

الأمر الآخر هو: أن السيروكسات أدى بي إلى إمساك شديد جداً، وأيضاً إلى تأخر في القذف، وأحياناً فشل في القذف وغياب تام للرعشة الجنسية رغم وجود الانتصاب، فما هي الحلول جزاكم الله خيراً؟ هل أستبدل الدواء أم استمر؟ وهل هناك علاجات مساعدة للمشاكل التي أتت مع السيروكسات؟ مع العلم أنني في الأسبوع الأخير بدأت تعود عليَّ بعض الأعراض، مثل الرجفة والخفقان، فلا أدري ما السبب؟! حفظكم الله ورعاكم.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فإن فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والمخاوف والوساوس مثل الزيروكسات تبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة من بداية العلاج، ولكن الفعالية الحقيقية ربما تستغرق ستة إلى ثمانية أسابيع، وفي بعض الناس ربما تكون الفترة أطول من ذلك، والجرعة تلعب دوراً بالطبع فيما يخص الفعالية، وكذلك نوعية التشخيص، والانضباط والدقة في تناول الدواء والالتزام بذلك.

إذن أقول لك: إن الفترة أو المدة التي ظللت فيها على الدواء تعتبر مدة قصيرة نسبياً، وليس من الصحيح أن نحكم على الدواء بالفشل خلال هذه المدة، وأنا لاحظت أن الجرعة هي حبة واحدة، والحبة الواحدة لا تكفي في كثير من الأحيان؛ حيث إن الزيروكسات يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، والذين يعانون من الوساوس القهرية والرهاب الاجتماعي دائماً هم في حاجة إلى جرعة أعلى، وهذه الجرعة في العادة ما بين حبتين إلى أربع في اليوم، وثلاث حبات هي الجرعة الوسطية التي يستجيب لها معظم مرضى هذه الحالات.

إذن: أقول لك: إن المدة لا زالت قصيرة، والتحسن الضئيل في نظري مقبول جدّاً مقارنة للجرعة ومدة العلاج، وعليك الانتظار، بل عليك برفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، ولكن هذا حقيقة قد لا يكون متيسراً؛ لأنك بدأت تشكو من بعض الآثار الجانبية خاصة تأخر القذف، أو انعدامه في بعض الأحيان، فهذا العرض ما دام قد حدث لك فربما يجعل من الصعوبة الاستمرار على الزيروكسات، ولكن أقول لك:

ارفع الجرعة إلى حبتين، والأعراض الجانبية في معظم الحالات تكون مرتبطة بالجرعة، ولكني أيضاً لاحظت أن بعض الناس لا تكون هذه الأعراض مرتبطة بالجرعة، بمعنى أنه ليس من الضروري أن يؤدي ارتفاع أو زيادة الجرعة إلى زيادة في معدل هذه الآثار الجانبية السالبة، فالذي أرجوه منك هو أن ترفع جرعة الزيروكسات إلى حبتين في اليوم، وتلاحظ الأعراض الجانبية، فإذا كانت الأعراض الجانبية شديدة، ولا تستطيع إطاقتها وتحملها، فهنا أقول لك: ابدأ بتخفيض الزيروكسات بالتدريج، ويجب أن نستبدله بعلاج آخر، وسيكون العلاج الآخر هو عقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)؛ لأنه الدواء الوحيد من هذه المجموعة من الأدوية التي لا يؤثر على القذف لدى الرجال لدرجة شديدة.

والتوقف التدريجي للزيروكسات يكون ذلك بأن تخفض نصف حبة كل أربعة أيام حتى تتوقف عن الدواء، وحين تصل إلى جرعة حبة واحدة في اليوم من الزيروكسات، ابدأ في تناول الفافرين بجرعة خمسين مليجرام يومياً، وحين تتوقف عن الزيروكسات تماماً، اجعل جرعة الفافرين مائة مليجرام، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجراماً يومياً، تناولها كجرعة واحدة ليلاً، وبعد أسبوعين من ذلك ارفع الجرعة إلى مائتين مليجرام، حيث إن هذه هي الجرعة المناسبة في نظري، علماً بأن الفافرين يمكن تناوله حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم.

إذن: جرعة الفافرين التي ذكرتها لك ستكون هي المناسبة في حالة إن احتجت أن تتوقف عن الزيروكسات وتستبدله بالفافرين.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأود أن أرجع مرة أخرى إلى الآثار الجانبية للزيروكسات، فأنت ذكرت الإمساك الشديد، وهذا ليس من الأعراض المألوفة، لا نشاهدها كثيراً مع الزيروكسات، وغالباً يكون أمراً عارضاً، وأنصحك بممارسة الرياضة، وكذلك تناول الخضار والفاكهة، فهذا إن شاء الله يساعدك في التخلص من هذا الإمساك، خاصة وأنك صغير في السن، وحركة الأمعاء يمكن أن تكون نشطة جدّاً إذا مارست الرياضة وتناولت الخضار والفواكه.

فيما ذكرته في آخر رسالتك بأن الأعراض بدأت تعود إليك (الرجفة والخفقان)، هذه بالطبع دليل على أنك لازلت تعاني من الحالة، وبتعديل جرعة الأدوية أو بتغيير الدواء سوف تختفي هذه الأعراض بإذن الله تعالى، وإذا كانت هذه الأعراض شديدة ولا تطاق أيضاً، أنصحك بتناول عقار يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal)، ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، وهو عقار إسعافي جيد جدّاً، تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحاً لمدة أسبوعين، ثم يمكنك التوقف عنه وتناوله عند اللزوم.

أرجو ألا تنسى آليات العلاج الأخرى من ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، ومواجهة الصعاب النفسية -مخاوف أو اكتئاب أو أيّاً كانت- وذلك بالتفكير الإيجابي، وعدم إتاحة الفرصة للفكر السلبي للتكوين، والتواصل الاجتماعي، والمواجهة لكل مصادر الخوف.

وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تداويت للتخلص من الاكتئاب ولكن لم أشعر بالتحسن 1338 الأحد 09-08-2020 06:15 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 3072 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3591 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أريد تشخيص حالتي، فأنا أشكو من عدة أعراض نفسية. 4594 الثلاثاء 21-07-2020 06:18 صـ
ما علاقة دواء فافرين بالحكة الجلدية؟ 1316 الاثنين 20-07-2020 04:07 صـ