أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض التي تعانين منها وهي آلام في الصدر، وشعور بالضيق في التنفس، وكذلك الألم في فروة الرأس، هي دليل على وجود ما نسميه بالقلق الاكتئابي، والقلق الاكتئابي لا شك أنه حالة نفسية قد تكون لها أسباب، أو قد تحدث دون أي أسباب، ومن خلال هذا القلق يحدث انشداد في عضلات الصدر، وكذلك الرأس والرقبة، وهذا هو الذي يؤدي إلى الأعراض التي ذكرتها.

وأما بالنسبة لارتفاع ضغط الدم، فأنا أعرف الكثير من الناس الذي يتحدث عن ضغط الدم العصبي، وإن كانت الدراسات العلمية لا تؤيد ذلك كثيراً، ولكن هنالك مؤشرات تقول: إن التوتر يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم.

عموماً؛ أرجو أن تراقب ضغط الدم؛ لأنك أيضاً وصفت العمر الذي قد يرتفع فيه ضغط الدم، وهو منتشر، وعلاجه سهل بإذن الله.

بالنسبة للعلاج الدوائي، فإن عقار زولام Zolam الذي وصفه لك الطبيب في بداية الأمر، هو عقار جيد، ولكن يجب ألا يستمر عليه الإنسان لفترة طويلة، لا ننصح به لأكثر من ستة إلى ثمانية أسابيع؛ لأن هذا الدواء قد يؤدي إلى التعود والإدمان.

أما عقار ريمارون Remeron الذي وصفه لك الطبيب، في نظري هو العقار الأفضل والجيد؛ لأن الريمارون مضاد ممتاز للاكتئاب، وفي ذات الوقت يحسن النوم بصورة جيدة، وأنا في حالتك أنصح بخمسة وأربعين مليجراماً من الريمارون ليلاً – أي: حبة ونصف – وهذه هي الجرعة العلاجية المقبولة.

الريمارون ليس له آثار جانبية، فقط ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، كما أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في الكلسترول لا ننصح لهم بتناول هذا الدواء، حيث إنه لا يؤدي إلى ارتفاع في الكلسترول، ولكنه أيضاً لا يساعد في انخفاضه أو يمنع انخفاضه، حتى ولو مارس الإنسان الرياضة، أو تحكم في الطعام الذي يتناوله، وأرجو ألا تزعجك هذه النقطة أبداً، هي حقيقة علمية وددت منك أن تلم بها، وأن تتأكد من مستوى الكلسترول لديك.

وأما البروزاك Prozac، فهو أيضاً عقار ممتاز وفعال لعلاج القلق والاكتئاب، ولكن يعاب عليه أنه لا يساعد كثيراً في النوم، بل على العكس تماماً، ربما يؤدي إلى ارتفاع في درجة اليقظةّ، ولذا أنا لا أنصحك حقيقة بتناوله، مع احترامي الشديد للأخ الطبيب الذي نصحك بذلك.

الريمارون يعتبر كافياً، ويمكنك أن تضيف معه علاجاً بسيطاً يساعد في النوم، ويقلل من القلق، وهو عقار يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، وهو مشهور جدّاً في مصر وغير مكلف ومفيد.

تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح، وحبة واحدة في المساء، مع ريمارون بجرعة خمسة وأربعين مليجراماً، ومهما طالت مدة العلاج لا انزعاج أبداً من ذلك؛ لأن هذه الأدوية هي أدوية سليمة.

أضيف وأقول لك: إن البروزاك لا يسبب أي نوع من الإدمان، ولا يؤثر على المخ أبداً، فقط ربما يؤدي إلى تأخير القذف لدى بعض الرجال، وربما يؤدي إلى زيادة في اليقظة كما ذكرت لك.

أريدك أيضاً أن تمارس الرياضة، الرياضة فعالة وممتازة جدّاً، خاصة رياضة المشي تؤدي إلى الانشراح وإلى الانبساط وإلى الشعور بالطمأنينة، وتزيل هذه الآلام بإذن الله، فكن حريصاً على ذلك.

بالنسبة لصحتك النومية، أرجو أن تحسنها بأن تتجنب نوم النهار، لا مانع من القيلولة الشرعية، والتي هي ما بين خمسة وأربعين دقيقة إلى نصف ساعة، وعليك ألا تتناول الشاي أو القهوة أو أي مشروبات تحتوي على مادة الكافيين -مثل البيبسي والكولا- بعد الساعة السادسة مساءً.

أرجو أن تحدد وقتاً ثابتاً ليلاً للنوم؛ لأن الإنسان لديه ما يمكن أن نسميه بالساعة البيولوجية، وهذه الساعة البيولوجية إذا رتبناها ووقتناها على زمن معين، هذا يساعد في أن ينام الإنسان بسهولة؛ لأن المبدأ العلمي العام هو ألا نبحث عن النوم، بل نجعل النوم يبحث عنا، وهذه هي الوسيلة التي يبحث بها النوم عنا إن شاء الله.

ولا شك أنك حريص على أذكار النوم، فهذه الأذكار تبعث الطمأنينة والاسترخاء، وهذا يجعل الإنسان يدخل في نوم هانئاً وهادئاً، وختاماً نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.