أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

فإنه من حيث العلاج الدوائي فيعتبر الفافرين Faverin من أفضل الأدوية لعلاج الوساوس القهرية.

الاكتئاب الذي تعاني منه نعتبره اكتئاباً ثانوياً؛ لأن ستين بالمائة من مرضى الوساوس هم في الأصل يعانون من اكتئاب نفسي، وأنت -والحمد لله تعالى- تحسنت حالتك بصورة طيبة، فلابد أن تكون لك الإرادة، وأن تكون لك العزيمة بأن تقاوم هذه الوساوس وألا تتبعها، وأن تحقرها، وأن تقوم بما هو مضاد لها -هذا ضروري جدّاً- وتذكر دائماً أن الوساوس -إن شاء الله تعالى- يمكن أن تعالج، وهذا أمر حتمي وضروري جدّاً لئن يجعل الإنسان أكثر تفاؤلاً وأكثر تجاوباً مع استعمال الدواء.

الدواء لابد أن يكون هنالك التزام قاطع بجرعته، وحقيقة الأدوية التي تستعمل في علاج الوساوس هي معظمها أدوية لعلاج الاكتئاب، ولكن الجرعة التي تستعمل في علاج الوساوس دائماً هي أعلى من الجرعة التي تستعمل لعلاج الوساوس، علماً بأن الجرعة العلاجية كلها لا تخرج أبداً من نطاق السلامة.

أنت الآن تستعمل الفافرين بجرعة مائة وخمسين مليجراما، وهذه الجرعة لا بأس بها، والذي أنصحك به هو أن ترفع الجرعة إلى مائتين مليجرام، وتستمر على هذه الجرعة وتلاحظ مستوى التحسن الذي سوف تجنيه من استعمال الدواء بجانب العلاج السلوكي، فإذا حدث هنالك تحسن ملحوظ فاستمر على هذه الجرعة التي تعتبر جرعة وسطية، أما إذا لم يحدث تحسن فيمكن أن ترفع الجرعة إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم وهي الجرعة القصوى بالنسبة لهذا الدواء، علماً بأنه دواء سليم جدّاً، وحين أقول الجرعة القصوى نقصد هي الجرعة التي لا يستحسن أن يتعداها الإنسان.

وطريقة استعمال جرعة مائتي مليجرام يمكن أن تستعمل الحبتين مع بعضهما البعض، أو تستعمل حبة في الصباح وحبة في المساء، البعض قد يشتكي بأنه قد يحس بنوع من الاسترخاء الزائد أو الميول للنعاس، والبعض لا يشتكي من ذلك.

إذن: عليك أن تجرب وأن تحكم على نفسك أيهما سوف يكون أنسب بالنسبة لك: هل تتناول جرعة واحدة مسائية أم جرعة صباحية وجرعة مسائية؟ وكلاهما صحيح من الناحية العلاجية.

أما إذا احتجت لجرعة الثلاثمائة مليجرام فهنا ننصح بأن تتناول مائة مليجرام في الصباح ومائة مليجرام ليلاً، والبعض يفضل أن يتناول مائة مليجرام كل ثمان ساعات، وهذه أيضاً طريقة صحيحة ولكنها قد تكون مملة للبعض في أن يتناول الدواء ثلاث مرات في اليوم.

أياً كانت الجرعة -مائتين أو ثلاثمائة مليجراماً- ففي رأيي يجب أن تستمر عليها لمدة عام كامل، فهذا ضروري جدّاً حتى نتأكد أن الموصلات العصبية سوف تأخذ وضعها الصحيح، وهذه المدة (عام كامل) ليست مدة طويلة في عمر الزمن، وبعد انقضاء العام ابدأ في تخفيض الجرعة بمعدل خمسين مليجرام كل ستة أشهر، ويجب أن يكون هنالك نوع من البطء والتؤدة في سحب الدواء، فحين تبدأ في تخفيض الدواء هذا يمثل الجرعة الوقائية، ويعرف أن مراحل العلاج مقسمة إلى جرعة ابتدائية، وجرعة علاجية، ثم الجرعة الوقائية.

إذن: هذه الطرق وهذه هي السبل التي يمكنك أن تستعمل خلالها الفافرين، وكما ذكرت هذا الدواء دواء ممتاز ودواء سليم ويتميز أنه لا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن، ولا يؤدي إلى أي صعوبات جنسية، وبالطبع -إن شاء الله تعالى- سيكون أيضاً عاملاً لإزالة الاكتئاب أو لمنع أي نوبات اكتئابية قد تكون مصاحبة لقلق الوساوس القهرية.

جزاك الله خيراً وبارك الله فيك ونسأل الله تعالى أن يتقبل طاعتكم، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.