أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قسوة الزوج على زوجته عند الجماع وتأثير ذلك عليها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يجوز لي طلب الطلاق بسبب عدم قدرتي على تحمل زوجي أثناء الجماع وعدم محبتي له برغم وجود أولاد بيننا، حاولت أن أفهم زوجي بنفوري منه لعله يدعني بعض الوقت فينصلح حالي. وأخرج من هذه الغمة فازداد طلباً لي وغيظاً مني أني أنا صددته! أعلم أنه حرام، ولكن غصباً عني، لكن الله يعلم أني لم أصل إلى هذه المرحلة إلا بسبب قسوته الشديدة علي.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن يصرف عنك هذه الأسباب التي جعلتك تنفرين من زوجك، وأن يصلح ذات بينكم وأن يجعله عوناً لك على طاعته ورضاه وأن يجعلك عوناً له على طاعته ورضاه، وأن يديم بينكما المودة والرحمة حتى تستطيعا أن تقوما على تربية أبنائكما بأمن وأمان.

وبخصوص ما ورد برسالتك فهل يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق بسبب عدم تحملها زوجها أثناء الجماع وعدم محبتها له؟ الجواب: نعم يجوز فإن المرأة من حقها إذا كانت تعيش حياة غير مستقرة وترى أنها غير قادرة على إعطاء زوجها الحق الشرعي وأنها تتألم بذلك ألماً لا يطاق، من حقها أن تطلب الطلاق.

ولكن الطلاق ليس حلاً لمشكلتك، فإن الطلاق في حد ذاته مشكلة، يعني لماذا نبحث عن الحل الأبعد ونترك الحل الأقرب؟

الحل الأقرب أن هذه المرحلة لم تصلي إليها إلا بسبب القسوة الشديدة عليك من زوجك، فلماذا لا نجلس معاً ونعالج هذه القسوة؟ لماذا لا تجلسان معاً جلسة مصارحة ومصالحة وأن تبيني له الأمر بوضوح؟ لأن الرجل قد يكون لا يعلم ذلك وقد يفهم أن الأمر ليس بسبب هذه القسوة، ولذلك أقترح - وأرى أن ذلك ضرورة - أولاً: جلسة مصارحة ومصالحة بهدوء ومحبة واحترام وتقدير؛ لأن الزوج كما تعلمين له مكانته في دين الله تعالى، والمرأة المؤمنة هي التي لا تنغص على زوجها حياته، ولكن من حقها أيضاً أن تبين وجهة نظرها وأن تشرح الأسباب التي أدت إلى نفورها من هذا الأمر؛ لأن قضية الجماع من القضايا المحببة للناس جميعاً؛ لأن الله تعالى فطر الرجال والنساء على حب هذا النوع من الشهوة، أما قضية الكره فلا شك أنه شيء غير طبيعي، ولذلك أنصحك قبل أن نفكر في قضية الطلاق -الذي لابد وأن نجعله آخر شيء، وأتمنى ألا تفكري فيه أصلاً- ابحثي عن الأسباب التي أدت إلى هذه النفرة، اجلسي مع زوجك وواجهيه وكلميه واشرحي له بكل أمانة ووضوح؛ لأنه مهما كانت النتائج فإن الأمر سيكون مقبولاً، أما قضية الطلاق هذا أمر عظيم، خاصة وأنكم في بريطانيا والمعلوم أن هذه البلاد لها نظام خاص في حالات الطلاق وقد تتشتت الأسرة وقد يذهب أولادك إلى بعض الأسر الكافرة وقد يعتنقوا الكفر – والعياذ بالله – بعد الإسلام.

إذن أنصحك بجلسة مصارحة ومصالحة مع زوجك، إذا لم تستطيعي ذلك لضعف شخصيتك أو لعدم قدرتك على ذلك فلا مانع من الاستعانة بأحد المقربين منكم، إنسان ثقة قد يكون من أحد أقاربك أو أرحامك أو أحد أقاربه يتدخل بينكما وتشرحي الكلام له وتبيني له وجهة نظرك كما كلمتنا الآن وتطلبي منه التدخل في هذا الأمر، وإن كنت أفضل أن تكون المسألة في داخل إطار الأسرة إن كان ذلك ممكناً؛ لأنه لا يوجد أحد أستر على المرأة من زوجها ولا يوجد أحد أستر على الرجل من زوجته، وهذا أمر يخصكما والكلام فيه في الغالب يكون مغلفاً بشيء من الحياء؛ لأن قضية الجماع والحديث حولها جرت العادة بأن الناس لا يتكلمون فيه بصراحة، ومن هنا أقول لك:

أتمنى أن تصرفي نظرك تماماً عن فكرة الطلاق وإن كان هذا من حقك، ولكن فكري في الحل الصحيح، فإن قضية الطلاق ليست حلاً وإنما هي مشكلة المشاكل، أما قضية التفاهم أمر سهل، المرة الأولى إن عجزنا المرة الثانية المرة الثالثة، نكرر هذه الجلسات وتصري عليها حتى يتخلص هو من هذه القسوة التي أدت بك إلى النفور من هذا الأمر.

ثم أيضاً لكما أن تحددا مواعيد مثلاً للجماع في أول المصالحة حتى تستريحي نفسياً، ومن حقك أن تطلبي هذا حتى لا تؤدي هذه القسوة إلى النفرة الكاملة من هذا الأمر.

أتصور بأنه إن شاء الله بذلك سوف يكون الأمر سهلاً وأرى أن هذا واجب عليك شرعاً، أولاً: بحث الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة، ثانياً: مصارحة الطرف الآخر بهذه الأسباب، وعدم الحياء أو الخجل من ذلك، ولابد أن تقولي له؛ لأن هذه مصلحتك، وهذه مصلحة أولادك.

ثالثاً: أرجو ألا تفكري في نفسك فقط وإنما فكري في أسرة عرضة للشتات، فزوجك قد ينحرف والعياذ بالله، وكذلك أولادك قد ينحرفون، وأنت والعياذ بالله قد تنحرفي أيضاً؛ لأن المجتمعات الغربية مجتمعات مغرقة محرقة، مجتمعات الدين فيها ضعيف، ولذلك أنت الآن ستلقي بهذه الأسرة كلها في مهب الريح، ولكن لو صبرت فإن لك الجنة؛ لأن الله تبارك وتعالى مع الصابرين ولأن الله تبارك وتعالى يحب الصابرين، فأتمنى أن تصبري الصبر الجميل ولكن لا مانع من المصارحة والمناصحة وإبداء وجهة نظرك لزوجك بأمانة ووضوح والالتزام وضرورة التمسك بحقك في مسألة ترك فرصة للراحة حتى تستعيدي – إن شاء الله تعالى - نفسيتك ورغبتك في هذا الأمر، والبحث عن حل أساسي للمشكلة الأساسية إما عن طريقك أو عن طريق وسيط، وأوصيك بالصبر، كما أوصيك بالدعاء أن يصلح الله ما بينك وبين زوجك، وأن يذهب عنه هذه القسوة وتلك الحدة، واعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء وأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، جربي سلاح الدعاء -والله- ستجدين خيراً كثيراً، بدلاً من فكرة الطلاق والشتات دعينا ندعو الله تعالى ونتوجه إليه، ودعينا نتواجه ونتناصح وتكلمي بحرية وبقوة، واطلبي حقك الشرعي في هذا الأمر، وقولي له: إنك أنت السبب في هذه المشكلة ولابد أن تغير حياتك وإلا سوف أطلب الطلاق، لعل هذا التهديد يأتي إن شاء الله تعالى بنتيجة، وأرجو أن تكوني أحرص الناس على استقرار الأسرة حتى لا تتشتت وتكوني أنت السبب في ضياع هذه الأسرة ويسألك الله تعالى عن ذلك في الدنيا والآخرة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والعون والتأييد وأن يوفقك للذي هو خير، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني نفسيا من سوء ما مررت به، فما الحل؟ 3316 الاثنين 20-07-2020 03:13 صـ
زوجتي تنفر مني وتطلب الطلاق، فما الحل؟ 4121 الخميس 16-07-2020 03:06 صـ
أشعر بخوف وأبكي، وحياتي الزوجية غير مستقرة. 3389 الثلاثاء 28-04-2020 04:02 صـ
أحب زوجي وهو عنيد وهجرني إثر مشكلة بيننا، ما الحل؟ 3544 الثلاثاء 28-04-2020 04:29 صـ
كيف يمكن إقناع الزوج بإشباع الجانب العاطفي للزوجة؟ 7945 الاثنين 02-12-2019 12:08 صـ